المرأة في المشهد السياسي، المرأة ودورها في الاصلاح، المرأة وواقعها في التنمية، وغيرها من العبارات التي يدار بشأنها جدل واسع، لجهة أين وصلت بكل هذه التفاصيل وهل حققت انجازات عملية؟ وهل منحت الفرصة لأن تحقق موقعا لها أو مساحة تجعل في حسم القول أن انجازات تحققت.
في قضايا المرأة تحديدا تتشعّب الرؤى وتختلف وجهات النظر، وربما تأخذ الملفات الخاصة بها مادة دسمة لبعض المؤسسات والجمعيات لتجعل منها وسيلة لوجودها، من خلال تبنيها والعمل على متابعتها، حتى وإن تطلب الأمر اطالة عمر اي قضية يرون فيها مصدر استدامة لعملهم، كل هذا جعل من واقع قضايا المرأة وحضورها بشكل عام وسياسيا بشكل خاص متواضعا إن لم يكن فقير..
في لقاء جلالة الملك مع ممثلات عن القطاع النسائي أمس الأول، وفي تأكيد جلالته لكافة الأردنيات «لا تهَبن المشاركة وتقدّمن للأمان» رسالة تختصر سنين حملت مطالبات ونداءات لم تخل من نضال بنكهة وطنية سعت له سيدات كثيرات أردن حسما للخطى التي يجب اتخاذها، رسالة تختصر مطالبات إنصاف وتمكين شاخ عمرها في سعيها لأن تجد لها موطئ حضور يليق بامكانيات المرأة الأردنية، نعم هي الرسالة التي انتظرتها الأردنيات ليجدن ضالتهن في مسيرة عمل آن لها أن تنصج.
اللقاء الذي حمل ثراء نقاشيا، جعل منه علامة فارقة في المشهد النسائي الأردني، تناول قضايا مفصلية كثيرة خاصة بالمرأة وحضورها السياسي والاقتصادي والاداري، وفي ذات الوقت كشف ان العمل النسائي يحتاج مظلة تجعل منه أكثر تنظيما وتنسيقا، ليكون أقدر على قضايا المرأة كافة، وربما الوصول لهذا الأمر لم يعد بعيدا، اضافة الى الحاجة للتمكين بكافة اشكاله لتصبح المرأة أقدر على إدارة واقع قضاياها بشكل أكثر مثالية، وايضا هذا الجانب لم يعد بعيدا، وبطبيعة الحال القصور التشريعي، الذي بات خلف ظهورنا جميعا إذ عولج بالكامل ومنحت المرأة كمّا من التميّز في منظومة التشريعات الاصلاحية التي خرجت عن اللجنة الملكية للتحديث السياسي.
جوانب هامة وقضايا مفصلية وضعت أمام سيّد البلاد أمس الأول، حددت معالم المرحلة القادمة للمرأة، وتحديدا فيما يخص جانب التحديث السياسي، بحسم ملكي عندما أكد جلالته على دور المرأة في إنجاح عملية التحديث السياسي، وفي هذا تأكيد على عملية الحضور.
جلالة الملك منح المرأة تكريما كبيرا، عندما دعا السيدات أن يُقدمن على ميدان العمل السياسي، مؤكدا انه مع السيدات بكل الدعم وتوفير ما يجعل من دورهن وحضورهن أكثر عمقا وتميّزا.