ليس يوما عاديا، ولا أدخل في مساحات المبالغة في التعبير الذاتي إذا ما قلت أنها ساعة ونيّف اختصرت سنين عملي في مجال الصحافة، مُنحت بها تكريما معنويا لا يمكن أن أمرّ عنه مرورا عاديا، يوم أمس حيث تشرفت بلقاء سيّد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، الملك الإنسان بكل ما تعنيه من معاني، هيبة وانسانية ورقيّ وعبقرية وحضور للفكرة الابداعية والتوجيه بكل ما في مصلحة الوطن والمواطن.
تشرفت أمس بلقاء جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه ممثلات عن القطاع النسائي في قصر الحسينية، سيدات ناشطات بالعمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي، من محافظات المملكة كافة، لقاء حمل كل معاني الحوار الهادف والديمقراطي، الشفاف، حوار أكد به جلالة الملك أنه داعم لتمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا، لا بالقول، إنما بالعمل وبتوجيهات فورية، واستمع جلالته للسيدات كافة، آراءهن مشاكلهن التحديات التي تواجههن، فأخذ اللقاء صيغة نقاش ثريّ شخّص واقع المرأة بتفاصيله الدقيقة.
جلس جلالة الملك عبدالله الثاني ليملأ المكان بنور الفكر والطرح، في صدر مجلسه، لنستمع من جلالته إلى منظومة أفكار ورؤى ايقاعها الأساسي حب الوطن والمواطنين، وكان الانتباه والتركيز يشدّنا جميعا لجهة عبقرية طروحات جلالته، التي خاطبت فينا قضايانا كافة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، بروح الأب والأخ القائد، الذي لا تغمض عينه عن المواطنين والمواطنات، داعما ومساندا، ليعمّ المكان جوّ يصعب وصفه بالكلمة أجواء، ربما أحتاج لغة تخطّ أحرفها من نبض القلوب.
لا أنكر أن دقات قلبي كانت تتسارع كلما اقترب «دوري» في الحديث فهي هيبة الملك عبدالله الثاني، وإعادة التفكير ألف مرة بماذا سأتحدث وأي فكرة سأناقش، وأي موضوع سيليق بلقاء هو في حياتي مفتاح جديد لمسيرة عملية جديدة، فهو الملك عبدالله الثاني، الذي يشعرك بكل معاني الانسانية وهو يستمع اليك، وبقدر كبير من احترام كل ما يتم طرحه من أفكار أيّا كانت تفاصيلها، يستمع دون مقاطعة وبتأييد كامل واعجاب بالطروحات كافة، مع أني كنت أتمنى أن أملك قدرة أن ابتكر لغة جديدة بعيدة عن تلك التي أعرفها، لأكون بحجم الحوار..
لفاء أتحدث عنه في أسطري هذه على سبيل الفرح والسعادة والفخر بمشاعر عشتها بالأمس لم أشعر بها منذ سنين، إنما مشاعر بكر لم أعشها من قبل، مشاعر فخر بوطني الذي يحظى بقيادة جلالة الملك القائد الذي يعيش تفاصيلنا جميعا ويحكي بلسان حالنا جميعا، وفي كل فكرة تطرح يكمّل جوانبها كافة، بذكاء ودراية وعلم كامل، مشاعر فاقت في تميّزها أي مشاعر فلم أشعر من قبل بسموّ كلماتي كما شعرت أمس ولم أشعر برسالة الاعلام الهامة كما شعرت أمس، ولم أشعر بأهمية دور المرأة تحديدا في الميدان كما شعرت أمس.
هي حضرة الملك عبدالله الثاني، التي يصعب أن تصفها بلاغة اللغات، أيّا كانت عبقرية الكاتب، هي تفاصيل لا يمكن التعبير عنها على ورقة وبقلم، يوم أتشرّف بأني كنت به في هذه الحضرة، فكر ملكي وضوء منحنا جميعا حاضرات وقطاع نسائي كامل مساحات ثقة بأن القادم يحمل الكثير من الايجابيات، هي حضرة الملك التي تزيدني عشقا لوطني وولاء لقائدي جلالة الملك عبدالله الثاني وقناعة بأن الأردن بخير.