زاد الاردن الاخباري -
كشف تقرير عن إصابة أعضاء بعثتي الولايات المتحدة الدبلوماسيتين في جنيف وباريس بـ متلازمة هافانا الدماغية الغامضة، والتي جرى اكتشافها أول مرة لدى مسؤولين وعاملين في سفارة واشنطن في كوبا عامي 2016.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" التي كشفت عن هذه المعلومات انه تم إجلاء شخص واحد على الأقل من اعضاء البعثتين في جنيف وباريس إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج. في حين قال موقع صحيفة "بيزنيس انسايدر" ان العدد بلغ اربعة حتى الان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها أنه تم إبلاغ المسؤولين الأميركيين ووزارة الخارجية عن الهجمات المشتبه بها على المسؤولين الأميركيين الذين يخدمون في المدينتين الأوروبيتين في الصيف الماضي.
وظهرت متلازمة هافانا عام 2016 بين الدبلوماسيين الأميركيين في كوبا ثم في الصين بعدها بعامين. وحينها قال دبلوماسيون انهم تعرضوا لتأثيرات صوتية لها آثار صحية مفاجئة وطويلة المدى، مثل فقدان السمع والدوار ومشاكل عصبية أخرى.
وسجلت كذلك حالات توعك شبيهة بـ متلازمة هافانا بحسب تقارير إعلامية، لدى ممثلين أمريكيين في إفريقيا وطاجيكستان.
ومع اكتشاف الحالات الجديدة لدى افراد البعثتين في جنيف وباريس، يرتفع عدد المصابين بمتلازمة هافانا إلى حوالي 200.
ونهاية سبتمبر الماضي، وافق الكونغرس على مشروع قانون المدفوعات للموظفين المدنيين المصابين بـ متلازمة هافانا.
وينص المشروع على "مدفوعات مالية للمسؤولين الحكوميين والجيش الذين أصيبوا أثناء الخدمة بأضرار دماغية في الخارج وعلى الأراضي الأميركية".
متلازمة هافانا تصل واشنطن
أعداد المصابين بـ متلازمة هافانا مرشحة للارتفاع في ظل الابلاغ عن حالات داخل الولايات المتحدة نفسها خلال الاشهر الماضية، وتحديدا قرب البيت الابيض.
ونقلت شبكة "سي ان ان" في هذا السياق عن مصادر قولها في نيسان/أبريل الماضى أن السلطات تحقق فى هجوم غامض محتمل قرب البيت الأبيض يبدو مشابهاً للهجمات الغامضة التى تعرض لها الدبلوماسيون بالسفارة الأمريكية فى كوبا وروسيا والصين.
وقالت المصادر إن "الوكالات الفيدرالية تحقق فى حادثتين محتملتين على الأقل على الأراضى الأمريكية، أحدهما وقعت بالقرب من البيت الأبيض فى نوفمبر الماضى، عندما شعر مسؤول فى مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض فجأة بتوعك أثناء سيره فى حديقة بالقرب من مقر السلطة التنفيذية.
وفى 2019، عانت موظفة فى البيت الأبيض من توعك مماثل خلال نزهة فى إحدى ضواحى واشنطن.
ويبدو أن "الحالتين شبيهتان بهجمات غامضة غير مرئية أدت إلى أعراض تسببت فى ضعف لعشرات الموظفين الأمريكيين فى الخارج" بحسب المصادر التي قالت أنه فى حين أن وزارة الدفاع (البنتاغون) والوكالات الأخرى التى تحقق فى الأمر لم تتوصل إلى استنتاجات واضحة، فإن حقيقة أن مثل هذا الهجوم ربما حدث بالقرب من البيت الأبيض أمر مثير للقلق.
هجمات بطاقة الميكروويف؟
وانتشرت شائعات منذ فترة طويلة حول حوادث مماثلة داخل الولايات المتحدة. وفى حين أن الأحداث الأخيرة فى واشنطن تبدو مشابهة للهجمات السابقة الظاهرة على الدبلوماسيين وضباط وكالة الاستخبارات المركزية وغيرهم من الموظفين الأمريكيين الذين يخدمون فى كوبا وروسيا والصين.
الهجمات الغامضة فى كوبا إلى سحب الموظفين الأمريكيين فى عهد إدارة ترامب
وسعت الولايات المتحدة إلى فهم هذه الهجمات منذ عامى 2016 و2017، عندما بدأ الدبلوماسيون وعناصر الاستخبارات فى كوبا الإبلاغ عن الأعراض التى بدت وكأنها تظهر فجأة وكان مسؤولو الاستخبارات والدفاع مترددين فى التحدث علناً عن الحوادث الغريبة، وشكا بعض من تأثروا علناً من أن المخابرات لم تأخذ الأمر بجدية كافية، على الأقل فى البداية.
وأدت الهجمات الغامضة فى كوبا إلى سحب الموظفين الأمريكيين فى عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وعلى الرغم من عدم وجود إجماع حول أسباب الأعراض، وجدت إحدى الدراسات التى رعتها وزارة الخارجية الأمريكية أنها "كانت على الأرجح نتيجة لهجمات بطاقة الميكروويف"
فى عام 2018، ذكرت شبكة "أن بى سى نيوز" أن وكالات الاستخبارات تعتبر روسيا المشتبه به الرئيسى، والشك الذى لا يزال قوياً لدى الحكومة الأمريكية على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة وقد نفت كل من روسيا وكوبا بشدة تورطهما.