زاد الاردن الاخباري -
أكد عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي ان قرار تخفيض مدة العزل المنزلي لمصابي كورونا في المملكة لم يكن له داع في ظل انتشار المتحور «أوميكرون».
وأضاف انه كان من الأجدى الانتظار قبل تخفيض مدة العزل المنزلي لمصابي كورونا، وعمل دراسات وطنية تعكس الوضع الوبائي الحالي لدينا، واتخاذ القرار المناسب على إثره، وان لا يكون اعتمادنا فقط على معلومات تستسقى من الدول الأخرى والدراسات الغربية، لأن الظروف الوبائية لكل دولة تختلف عن الأخرى.
وكانت وزارة الصحة أعلنت في وقت سابق، بناء على توصية من اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، عن خفض فترة الحجر الصحي للمصابين بالفيروس، للذين لا تظهر عليهم أعراض المرض من 14 إلى 7 أيام، ومن يعانون من أعراض إلى 10 أيام.
وعن الأسباب التي تجعل قرار تخفيض العزل المنزلي بالمملكة ليس له داع بالفترة الحالية يقول بلعاوي، «الدول الغربية التي اتخذت هذا القرار كالولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وغيرها، أجرت دراسات حول وضعها الوبائي وظروفها الاقتصادية، فكان قرارها اقتصاديا بحتا، وعلى سبيل المثال في بريطانيا كان تخفيض العزل حتى يستطيع المصابون او المخالطون العودة لدوامهم بشكل اسرع وخلال 5-7 أيام، خصوصا العمال في القطاعات المهمة كالكوادر الصحية والعاملين في النقل العام وغيرهم، حيث تبين ان الخسارة ستكون في شهرين وبمدة عزل لـ 10 أيام ستكون 48 مليار دولار».
وتساءل بلعاوي حول وجود دراسات وطنية اقتصادية مماثلة، تقيم الوضع الوبائي وتدرس الكلفة التي من الممكن ان توفر عند تقليل ايام مدة العزل المنزلي، ناهيك عن ان سلوك المواطنين لدى تلك الدول مختلف عنا، فهم اكثر تقيدا بالتعليمات وإجراءات السلامة العامة، لجانب انها عندما قللت مدة العزل فرضت عدم خروج المصابين بعد 5-7 أيام للأماكن سيئة التهوية او التي تشهد اختلاطا مع ارتداء الكمامة.
وأشار الى ان قرار تخفيض مدة العزل كان يجب الانتظار عليه، في ظل انتشار المتحور «اوميكرون» الذي يتسم بسرعة انتشاره ونقله للعدوى، حيث ان وصفه بأنه ضعيف غير دقيق، لأنه من الممكن ان يصل للفئات ذات الاختطار العالي من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وغيرهم، كما ان نسبة التطعيم لدينا ما زالت قليلة ولم تتجاوز الـ 36%، في حين ان الدول التي خفضت مدة العزل لديها وصلت نسبة التطعيم فيها الى 70-80%، لافتا الى ان اللقاحات وحدها لا تكفي، فكيف بتخفيض مدة العزل ؟.
وبين ان الدول الغربية التي خفضت مدة العزل لديها، طلبت من مواطنيها تقديم فحصين سلبيين، في اليوم الخامس والسادس او السادس والسابع، خلال 24 ساعة، وهذا الشئ لا يعمل به بالمملكة.
ولفت بلعاوي الى دراسة لوكالة الأمن الصحي البريطاني وجامعة اكسير البريطانية أثبتت ان 30% من الحالات لا تزال معدية بعد اليوم الخامس من الإصابة، ودراسة بريطانية اخرى نظرت في 79 دراسة حول العالم أظهرت ان الحمل الفيروسي في اول ايام الإصابة يكون قليلاً وقمته يكون من الثالث الى السادس، ويبدأ بالانخفاض حتى اليوم التاسع من بداية ظهور الأعراض.
واعتبر ان فترة حضانة فيروس كورونا هي نفسها لم تتغير، فهي من 2- 14 يوما، وبالتالي كان من الأجدى الاستمرار في مدة العزل المنزلي القديم لدينا، إما لـ 10 ايام مع تحسن الحالة دون وجود ارتفاع بالحرارة، او 14 يوما خصوصا في فصل الشتاء وانتشار اوميكرون.
وفي سياق متصل، وبما يتعلق بالأدوية المستخدمة لعلاج كورونا بالمملكة، قال بلعاوي ان هناك أدوية تستخدم لعلاج الحالات الخفيفة والمتوسطة، وتعطى عن طريق الفم وبالمنازل، وهي favipiravir)) وmolnupiravir))، خصوصا للفئات ذات الاختطار العالي من كبار السن او أصحاب الأمراض المزمنة او من يعانون من سمنة مفرطة او أمراض القلب والشرايين.
وقال بلعاوي ان دواء (favipiravir) واسمه التجاري سانكوفير، أعطى نتائج ممتازة، ويعطى من 7-10 ايام، ومن الممكن ان يتلقاه الأطفال أيضا، لكن لا يعطى للحوامل والمرضعات، حيث قلل فترة أعراض الإصابة لدى الأشخاص وساعد بخروج الفيروس من الجسم بسرعة.
أما (molnupiravir)، وهو دواء أميركي حسب ما أوضح بلعاوي، لكن النسخة التجارة الأميركية غير موجودة بالمملكة، وسعره الأصلي 700 دولار ويعطى لـ 5 أيام، وتم استخدام البديل منه عندنا والذي تصنعه بلاد أخرى كبنغلاديش، وسعره 20 دولارا، ولا يعطى لمن هم تحت 18 عاما، او الحوامل والمرضعات، مشيرا الى ان فعاليتهم تتراوح ما بين 30-50%، وهي نسبة جيدة.
وحذر من تلقي هذه الأدوية دون وصفة طبية، لأن سوء استخدام مضادات الفيروسات والتي منها فيروس كورونا، يؤدي لنشوء متحورات مقاومة لهذه الأدوية، بالإضافة الى انها لا تعطى للوقاية، سواء قبل او بعد المخالطة، انما للعلاج فقط، مبينا انها ليست حبوبا سحرية، مع ضرورة استعمالها بالطريقة الصحيحة.
وبخصوص الأدوية التي تعطى للحالات الشديدة، فإنها لا تستخدم إلا بالمستشفيات، ويأخذها المصاب بالوريد، واعطاؤها بالبيوت ممنوع، كدواء (remdesivir)، مشيرا الى انه من المتوقع توفر دواء فايزر في شهر نيسان أو أيار المقبلين، للحالات الخفيفة والمتوسطة، واسمه Paxlovid))، لافتا الى ان اعطاء هذه الأدوية بالمنازل يخفف الضغط على المنظومة الصحية، ويقلل نسبة الإدخالات للمستشفيات.