أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. ارتفاع آخر على درجات الحرارة الاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان شمال القطاع .. "الأوكسجين نفد" (شاهد) الأردن يوقع بيانًا لإقامة علاقات دبلوماسية مع تيمور الشرقية القناة 12 : “إسرائيل” ولبنان قريبان من اتفاق في غضون أيام المومني: دعم الصحافة المتخصصة أمر أساسي وأولوية بوتين يهدد بضرب الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة .. "الباليستي رد أولي" شحادة: السماح لجنسيات مقيدة بدخول الاردن يهدف لتعزيز السياحة العلاجية وإعادة الزخم للقطاع ماذا تعني مذكرات التوقيف بحق نتنياهو .. ما القادم والدول التي لن يدخلها؟ جرش .. مزارعون ينشدون فتح طرق إلى أراضيهم لإنهاء معاناتهم موجة برد سيبيرية تندفع إلى الأردن الأسبوع المقبل مسبوقة بالأمطار خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن قروض حكومية بدون فوائد لهذه الفئة من المواطنين الأردن .. 750 مليون دينار العائد الاقتصادي للطلبة الوافدين ريال مدريد عينه على (الصفقة الصعبة). أيرلندا :نؤيد الجنائية الدولية بقوة السرطان يهدد بريطانيا .. سيكون سبباً رئيسياً لربع الوفيات المبكرة في 2050 أستراليا تتجه لسن قانون يمنع الأطفال من وسائل التواصل أمريكا ترفض قرار الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وجالانت النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات من جراء التوترات الجيوسياسية ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 44056 شهيدا

متى يسقط الأردن

17-01-2022 05:15 AM

سأل أحد الصحفيين الرئيس الليبي المرحوم معمر القذافي عن أقوى دولة في العالم ، فجاء جوابه غير المتوقع بأن الأردن هو الأقوى ، موضحاً بأنه منذ خمسين عاما نسمع بأنه سيسقط ولا زال صامدا قوياً ، لا زلتُ أتذكر كلمات القذافي وأنا أسمع وأقرأ بين حينٍ وآخر عن مسيرات واحتجاجات وشائعات هنا وهناك ، ومن يتتبع لبعض الكتابات والمقالات التي تنشر في بعض الصحف والمواقع الإخبارية في الخارج يقول بأن البلد واقعة وخربانه .

في ثمانينات القرن الماضي تعرفتُ بالصدفة خارج الوطن على أحد الضباط الأردنيين الذي راح بجريرة الضباط الأحرار ، وكنتُ اجلس معه بالساعات الطويلة وهو يحدثني عمّا جرى في حقبة الخمسينات ، والسنوات الصعبة والتحديات الجسيمة التي واجهها الأردن والملك الحسين رحمه الله في تلك الحقبة ، والأزمات الكبيرة التي كادت تعصف بهذا البلد الصغير قليل الامكانيات في مواجهة قوى اقليمية قوية ، لها امتداداتها وارتباطاتها داخل الاردن .

حدّثني الضابط المرحوم فريد السعدي الذي غادر الأردن ومات منفياً عن محاولة الانقلاب العسكري التي قامت بها حركة الضباط الأحرار في 14 نيسان 1956 والمؤلفة على ما اعتقد من عشرة ضباط ، معروفين بالأسماء ، وهم ممن اساءوا تقدير نفوذهم في الجيش الأردني واستخفوا بقوة وعزم الملك الشاب ، وحينما كنتُ أعمل في الإذاعة الأردنية استمعتُ الى تسجيلات اعترافاتهم المؤرشفة حتى الآن ، والتي تتطابق مع حديث السعدي ، وكيف استطاع الحسين إفشال المحاولة الإنقلابية وافشال تحركات اللواء السوري الذي تحرك من المفرق باتجاه الزرقاء وجرش وصويلح ، الذي جاء لنجدة الإنقلابيين بتوجيه من مدير المخابرات السوري آنذاك عبدالحميد سراج .

لقد كانت فترة الخمسينات مرحلة قاسية على الاردن والتي أججّها الزعيم الوهم عبد الناصر الذي كان لا يكفّ بخطاباته وهو ينادي بإسقاط الأردن ونظام الملك الحسين عبر خطاباته الحماسية التي صدّقها كثير من الاردنيين ، وبعد حركة الضباط الأحرار جاءت محاولة انقلاب صادق الشرع سنة 1959 وما أعقبها من مظاهرات جماهيرية انطلقت من السلط لتعمّ عددا من المدن الأردنية ، ولا زلتُ أتذكر بعد كل خطاب لعبد الناصر تنطلق المظاهرات في السلط ، وكنتُ أسير فيها وأهتف مع الهاتفين من غير وعيٍ ولا معرفة بأسبابها .

ثم جاء انقلاب الشقيقين عبد الكريم وعبد السلام عارف على المغفور له الملك فيصل الثاني عام 1958 والمجزرة الأليمة التي تعرضت لها العائلة الهاشمية بأكملها في ساحة قصر الرحاب ببغداد ، وما تلاها من قطيعة بين الأردن والعراق ، ولا زال الأشقاء العراقيون حتى اليوم يترحمون على فيصل الثاني ويعتبرون بأن ما يجري في بلدهم هو خطيئة ما لحق بالهاشميين في تلك الجريمة اللا إنسانية .

وبعد الإطاحة بالحكم الهاشمي في العراق نتذكر حرب الأعصاب التي مارسها عبد الناصر ضدّ الأردن ، والتي ترافقت مع بيانات إذاعة دمشق التي كانت تنادي بتحرير الاردن ، فبدأت السلطات السورية تهرب الأسلحة الى الموالين لحزب البعث ، كما جرت أعمال تفجير في عدة أماكن في العاصمة عمان .

لا زلتُ حتى الآن أتعجبُ كيف استطاع المرحوم الملك الحسين أن يصمد في وجه كل تلك العواصف والتحديات ، وعزيمته القوية على مواجهة كل هذه الأزمات وقدرته على السيطرة على الأحوال الداخلية في البلاد ، لولا العناية الإلهية التي رحمت هذا البلد وقيادته الهاشمية المباركة عبر تاريخه الزاخر بالأحداث ، ولا ننسى كذلك محبة الجيش الأردني والعشائر الأردنية لجلالة الملك الحسين وتضحياتهم لأجل بقاء العرش الهاشمي ، الذين حتى اليوم لا يرضون عنه بديلا .

وختاما لا يسعنا إلا أن نقول ، حمى الله الأردن من كيد الكائدين الحاقدين الشامتين بقيادته وجيشه وأمنه وشعبه ، والساعين الى جرّ وطننا ليكون ساحة للفوضى وعدم الإستقرار ليحققوا أمانيهم بسقوطه ، وإنني أدعو شبابنا الى قراءة تاريخ الأردن العظيم وأزماته عبر العقود الماضية ، وما تعرض له عبر كفاحه الطويل من مؤامرات ودسائس تهدف الى تقويضه وإسقاطه وزعزعة أمنه وتحطيم مقدراته وتشتيت أهله وشعبه ، ليصير به كحال الأشقاء في البلاد المجاورة لا سمح الله .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع