زاد الاردن الاخباري -
كلّف قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وكلاء الوزارات بمهام الوزراء في إطار حكومة تسيير أعمال للتحضير للانتخابات، فيما تواصل إغلاق شوارع رئيسة في العاصمة الخرطوم في ثاني أيام "عصيان مدني" دعا اليه معارضون للانقلاب.
وقال مجلس السيادة الانتقالي الذي شكله الجيش في بيان الاربعاء، أن رئيسه "عبد الفتاح البرهان كلف وكلاء الوزارات بتسيير أعباء الوزراء في إطار حكومة تسيير أعمال لتمهيد الطريق لإجراء الانتخابات".
ووجه البرهان بحسب المصدر نفسه بـ"ضرورة الاهتمام بمتطلبات الحياة وتخفيف المعيشة على المواطنين والالتزام بالمؤسسية في الخدمة المدنية".
كما شدد على "ضرورة الكشف عن المتورطين في الأحداث الأخيرة (شهدتها الخرطوم يوم الاثنين الماضي) ومحاسبتهم والتصدي للحملات الإعلامية الضارة بأمن الوطن".
يأتي هذا القرار عشية مظاهرات مليونية دعا لها ناشطون سودانيون بالعاصمة الخرطوم، تحت شعار "الوفاء للشهداء".
وتعتبر هذه أول دعوة للمظاهرات عقب أخرى وقعت، الإثنين الماضي، وأسفرت عن سقوط 7 قتلى و167 إصابة بينها 52 بالرصاص الحي، وفق لجنة أطباء السودان (غير حكومية).
ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية "انقلابا عسكريا"، في مقابل نفي الجيش.
العصيان المدني
ودخل العصيان المدني الذي دعت إليه قوى المعارضة بالسودان يومه الثاني الأربعاء، ما أثر بنسب متفاوتة على القطاعات الحكومية والخاصة في العاصمة الخرطوم.
وأغلقت العديد من الشوارع الرئيسة في العاصمة الخرطوم، رفضا "لقتل متظاهرين" في احتجاجات الإثنين وللمطالبة بالحكم المدني الكامل.
وجاء العصيان استجابة لدعوة "تجمع المهنيين" وقوى "إعلان الحرية والتغيير" و"لجان المقاومة" (ناشطون في الأحياء).
وتأثر القطاع الصحي بشكل كبير، حيث أضرب الأطباء عن العمل في المستشفيات عن الحالات العادية، فيما عملت أقسام الطوارئ في المستشفيات بشكل كبير.
كما أعلن الأطباء "الانسحاب الكامل والمفتوح من المستشفيات النظاميّة (الجيش والشرطة والأمن) و الإضراب عن علاج الحالات العادية لمدة ثلاثة أيام بدءا من الثلاثاء وحتى الخميس" وفق وسائل إعلام محلية.
أما الصيدليات الخاصة فقد أغلقت العديد منها استجابة للعصيان، فيما ظلت الصيدليات في أقسام الطواري تعمل بشكل طبيعي.
وفي مدينة الجنينة نفذت لجنة أطباء ولاية غرب دارفور، الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مستشفى المدينة غربي البلاد دعما للعصيان المدني.
وتفاوتت نسب الاستجابة لدعوات العصيان في المؤسسات الحكومية و الخدمية بينها المياه والكهرباء والاتصالات والمواصلات.
كذلك ايضا تفاوتت استجابة القطاع المصرفي للعصيان، فقد عملت العديد من المصارف بطاقة عاملة أقل.
والأربعاء، أعلن أعضاء النيابة العامة، "التوقف عن العمل غدا الخميس، بصورة مبدئية ووضع كافة الخيارات قيد الدراسة في حال عدم الاستجابة لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" .