زاد الاردن الاخباري -
قال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، إن الديمقراطية التي نبحث عنها لن تتجذر بدون روافع وحواضن حزبية تمثل الأغلبية.
وخلال محاضرة له حول "دور الأحزاب السياسية في الأردن وتحقيق الرؤى الملكية وتمكين الشباب”، نظمتها جمعية تآلف للحوار والدراسات السياسية، الأحد، في قاعة بلدية إربد وأدراها رئيسها عبدالغفور القرعان، أضاف الروابدة أنه يتوجب على الشباب التقدم لأخذ دور في الأحزاب والانخراط فيها ليكونوا هم من يمتلكون زمام تمكينهم وعدم الانتظار، لأن يأتيهم على طبق من ذهب.
ودعا الروابدة الشباب للانخراط مع من هم أكثر خبرة ودراية منهم في العمل السياسي، ليكونوا جاهزين ومؤهلين مستقبلا في عملية الاحلال وتدافع الأجيال وبناء تراكمية سياسية قاعدتها وأدواتها حزبية برامجية.
وأشار إلى أن الأحزاب العقائدية والأيديولوجية وإن كان لها دور على الساحة الوطنية والقومية، إلا أن المطلوب أحزاب سياسية تنطلق من برامجية تحاكي الواقع ومشاكل وهموم الجماهير لا أن يكون هدفها الانفراد والتفرد بالسلطة واحتكارها على قاعدة "أنا الكل”.
ولفت إلى أن الحالة الحزبية في الأردن قبل التسعينيات كانت على هذا النحو ولم تقدم مشاريع وحلول لهموم الوطن والمواطن وبدل من ذلك تنافست في الثوابت والمسلمات.
وقال إن الحالة الحزبية الراهنة لن يكون بمقدورها تشكيل أغلبية على البرنامج وإن كان بعضها قد يحصل على غالبية عددية بحكم طبيعة المجتمع، مبينا أن الحزبيين المنظمين داخل الأحزاب الأردنية القائمة حالية لا يتجاوز 35 ألف شخص، ما يستدعي ضرورة التفكير بصيغ حزبية تآلفية أكثر قدرة على ولوج العتبة التي وضعها مشروع قانون الانتخاب.
وأكد أن الديمقراطية تراكمية وليست قفزا بالهواء ولابد لها من وجود حواضن حزبية ذات أثر شعبي بعيدا عن الاعتبارات العاطفية والدينية، لأنها تمثل بالنهاية إنجازا على صعيد الحريات وتمنع احتكار السلطة.
ونوه إلى أن الأحزاب يجب أن يكون هدفها الوصول إلى السلطة ولكن بطرق سلمية وديموقراطية وتقبل بالآخر وبالمعارضة على أنها جزء ومكون لإنتاج حوار ناقد وبناء يوصل إلى قرارات أكثر صوابية.
وأكد الروابدة على أن الرؤية تجاه الاصلاح السياسي تتمحور حول بناء أحزاب برامجية تشكل أغلبية برلمانية تستطيع من خلالها الوصول إلى تشكيل الحكومات، وهو ليس بعيد المنال إذا ما قام طرف بدوره بإنتاج حالة حزبية سياسية قادرة على محاكاة واقع وهموم وآمال الشعب دون المساس بالثوابت الوطنية.