زاد الاردن الاخباري -
بلغ عدد إعلانات التأسيس لأحزاب جديدة في الأردن وخلال 3 أيام فقط مع نهاية الأسبوع الماضي 17 اعلانا على الاقل في حالة تسارع غريبة وعجيبة لحراكات تعلن مبكرا عن تشكيلات حزبية طازجة في الوقت الذي يوجد فيه في البلاد اصلا اكثر من 50 حزبا مرخصا أغلبنها لا أحد يعلم عنه شيئا باستثناء أربعة أو خمسة أحزاب عريقة صمدت خلال ربع القرن الماضي.
ويبدو أن حمّى تشكيل الأحزاب تسارعت على نحو غير مسبوق في الأردن مع أن التعديلات الجديدة على قانوني الاحزاب والانتخابات لم يقررها البرلمان بعد حيث إفصاحات وإعلانات بالجملة عن أحزاب تحت الترخيص وأخرى قيد التأسيس في محاولة نخبوية جماعية على الأرجح للاستعداد لمرحلة ما يسمى بتقاسم السلطة أو ما تبقّى منها بعد تعديلات الدستور في مرحلة تحديث المنظومة السياسية في البلاد.
وتتميّز تلك الافصاحات والاعلانات المبكرة بالتسريع والتسارع وتتسلط على ذكر الاسماء فقط دون اعلان برامج أو افكار أو حتى أدبيات في حالة غامضة يعتقد أنها قد تعيق فعلا إذا ما استمرت التعددية الحزبية المنشودة والبرامجية وعلى غرار ما حصل بعد التحول الديمقراطي عام 1989 في البلاد عندما سمح بترخيص الصحافة الأسبوعية فدخلت المملكة في عاصفة ولادة صحف اسبوعية.
يبدو أن إعلان حزب الميثاق الوطني عن نفسه شجع المهتمون وغالبيتهم الساحقة نواب حاليون أو سابقون في البرلمان ومرشحون محتملون للانتخابات على حجز مساحة مبكرة في بانوراما الخارطة الحزبية الجديدة سعيا للفت الانتباه.
لكن ذلك التسريع برأي مراقبين كثر لا مبرر له فما يعلن كما قال المسؤول سابق عن ملف حقوق الانسان باسل طراونة هو تشكيلات حزبية للأسماء وليس للبرامج وحسب الوزير الأسبق نوفان العجارمة فالمشهد اليوم يذكره كما قال في تغريده له بفلم مصري شهير اسمه ” سمك لبن تمر هندي “.
الانطباع بأن عددا أكبر من المتوقع من المبادرات الحزبية أعلن عن نفسه مبكرا فيما لا تقول الاحزاب الرئيسية والعريقة وهي خمسة أحزاب فقط عمليا موقفها او كلمتها.
ورغم حمى التحزب إلا أن الحزب الأهم والأكبر في البلاد حزب جبهة العمل الاسلامي أعاد التأكيد على أن الدولة العميقة أجهضت مخرجات تحديث المنظومة السياسية بعد ما جرى من تعديلات دستورية.
وصرّح الأمين العام للجبهة الشيخ مراد العضايلة مجددا بأن الحياة الحزبية والسياسية التي تصنع في المعامل غير قابلة للحياة وأنه لا حياة حزبية في ظل استمرار نهج التضييق الأمني مع أن الساحة السياسية تتسع للجميع كما قال خلال اجتماع المكتب التنفيذي لحزبه خصوصا عشية الانتخابات البلدية المقررة في اذار المقبل.
ويعتقد بأن قرب استحقاق انتخابات البلديات ومجالس اللامركزية ساهم في تغذية المحاولات المتسرعة للإعلان عن احزاب جديدة على أمل الحصول على حصّة من مقاعد تلك الانتخابات وهي انتخابات بلدية اعتبر الشيخ العضايلة أنها ستضيف عبئًا على الدولة بعد ما جرى في هندسة الانتخابات البرلمانية.