ضجّة مهولة على فيلم «أصحاب ولا أعزّ» بطولة منى زكي وإياد نصار وعادل كرم ونادين لبكي.. حضرتُ الفيلم وبوعي شديد؛ كل الضجة لثلاثة أسباب لا رابع لهم: الإيحاء بخلع منى زكي للأندر وير.. وكميّة الألفاظ البذيئة على لسان جميع الممثلين وموضوع المثلية الجنسية..!
وبعيداً عن الحرية والتي هي حقّ للجميع وهي أسٌّ لأية عملية إبداعية ولا يمكن أن يكون هناك تغيير حقيقي لأي مجتمع دونها إلاّ أن من حقّ المتلقي (كائناً من كان) وباسم الحريّة ذاتها أن يقبل ويرفض ويقيّم هذا العمل وأن يصدر حكمه وأن يطرح ما شاء من الأسئلة..!
الفيلم غير مبهر بفكرته وتفريعاتها لأنها نسخة طبق الأصل عن النسخة الإيطالية الأم؛ وهنا مقتل الفيلم..! والذين عرّبوه نسوا أنهم يتحدثون عن مجتمع عربي (فيه السبعة وذمتها) لكنه محافظ..! وأن الحدوتة لا يمكن أن تحدث وأن الإصرار عليها وعلى طرحها بهذا الشكل السيّئ والمهين يندرج عند العقل الجمعي العربي تحت باب المؤامرة..!
الصدمة كانت عند الفنانة منى زكي ولماذا وافقت على دورها المبتذل وعندما أقول مبتذل فأنا لا أعني الإباحي حتما كما قال روّاد السوشيال ميديا.. بل لأن قيمة منى زكي لدى الجمهور كبيرة؛ ويحبونها وأنا أتكلم هنا عن الجمهور الذوّاق والمتابع وليس الجمهور الايدولوجي صاحب الأحكام المسبقة من الفن كلّه والذي يرى الفنّ حراماً وصوت المرأة عورة..!
منى زكي؛ قبلت الدور بكامل حركاته وألفاظه؛ ويحق لمن هم مثلي أن يتساءلوا : لِمَ يا منى؟ لا يضيف لك شيئاً بل ينقص منك.. لماذا؟ لا ينقصك الانتشار.. وأنت تعيشين حالة الاختيار.. لا ينقصك المال.. وليس عليك ضغوط من أحد.. رسمتِ صورتك على أقل من مهلك عبر مشوارك الصعب والطويل؛ فلماذا هذه المجانية في الابتذال اللفظي وفي الأداء الذي بدا حتى منتصف الفيلم (أوفر) ومصطنعاً..؟!.
الفيلم لا يستحق تلك الضجّة.. ولا يستحق الوقوف عنده طويلاً .. لكنها عقلية مواقع التواصل الجديدة التي تجبرك حتى لأن تروّج لما لا يجب الترويج له..!
وعلى منى زكي إعادة حساباتها وإلّا فإن حقل الألغام جاهز للانفجار مرات عديدة ولا تعلم متى يكون انفجاره قاضياً..!