في لقاء رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ظهر الاحد مع رؤساء تحرير الصحف اليومية وكتاب الاعمدة لخص الرئيس اعمال حكومته خلال سنة واربعة اشهر ،تلخيص الرئيس جاء مختصرا وواضحا يؤكد مهارته العالية في إيصال ما يريد باقل عدد من الكلمات وبجمل مترابطة دالة لا تقبل التأويل.
اغلب الاراء اجمعت على ان الحكومة برئيسها ووزرائها مقصرة بحق نفسها في التواصل مع وسائل الاعلام وايصال الرسالة الاعلامية لجهودها ومجريات عملها،وهنا كان رد الرئيس واضحا بانه لن يخرج للقاء اعلامي او صحفي ليبيع للاردنيين الوهم والاحلام ،وان حديثه يجب ان يتضمن خطة مدروسة او مشروعا وطنيا كبيرا ،او انجازا للبلاد تحقق على الأرض.
وهي وجهة نظر سليمة تؤكد وعي الرئيس بمزاج الأردنيين الذين لا يهمهم كلام الانشاء بقدر ما يهتمون بانجازات حقيقية على الارض .
خلال اللقاء الذي استمر لثلاث ساعات امطر الزملاء الرئيس وحكومته بالنقد ، فتقبله الرئيس بصدر واسع، ابعد من ذلك طلب منا ان ننقد الحكومة ووزراءها نقدا موضوعيا يحقق مبتغاه في برنامج الإصلاح الذي بدأته الحكومة.
تحدث الرئيس عن مشاريع وطنية اقتصادية كبيرة بالتعاون والتمويل مع الصندوق السعودي والاماراتي ،فضلا عن خطة طموحة وكبيرة للاصلاح الاداري تتضمن الغاء وزارات ومؤسسات وهيئات وتقليص عدد الوزارات الى اربع عشرة وزارة ،الاهم من ذلك هو ترشيد وتقليص الإجراءات الحكومية للمعاملات بهدف ان يلمس المواطن هذا الاثر بشكل ملموس وحقيقي.
الاهم في حديث الرئيس تأكيده على المضي باجراء الانتخابات البلدية واللامركزية تحت اي ظرف ،وان لا اعتقالات سياسية قادمة، وان الاشهر القادمة ستشهد نهضة حقيقية بكافة المجالات.
لا يمكن ان نلخص ما قاله الرئيس بهذه المقالة غير ان الرئيس بدا مرتاحا وواثقا من عمل حكومته مؤكدا على ان الحكومة ستعمل بجهود يومية وكأنها باقية لسنوات طويلة ليقطع الطريق على تسريبات غير متماسكة تحدثت عن رحيل الحكومة في نيسان القادم.
مثل هذه اللقاءات مطلوبة، بل ضرورية لوضع رؤساء التحرير والكتاب بصورة جهود الحكومة بشقيها الناجحة وغير الناجحة، والهادفة الى الخروج باستخلاصات وراي واضح يمكن الكاتب من بناء وجهة نظره بطريقة سليمة في القضايا الوطنية ،بعيدا عن الاجتهاد او التحريف او التقويل.