قد تقرأون هذه المقالة والثلج يلعب لعبته الكبرى معنا أو أنه على الطريق السريع.. وللثلج طقوس لا يخالفها ولكن للبشر طقوسهم أيضا التي يتقنون الرقص على حوّافها..!
سيتراكض الناس على الأسواق إن لم يكونوا قد تراكضوا بالفعل..! سيكون للطوابير على الخبز حكاياتها.. وبجانب كل طابور هناك من يقف إلى جانبه وينتظر أن تعطيه أو تعطيها على الأغلب ما تشاء من ثمن الخبز لأن عائلة بالانتظار مثل طابور الكاز أيضاً..!
مع الثلج تأتي البهجة وتأتي الأنفاس الحميمة للعائلات التي تكتظّ حول الصوبة .. سيرون بعضهم أكثر وسيمرّرون لبعضهم كثيراً من النكات والاسكتشات والتعليقات والفيديوهات.. سيضحكون ويسبّون ويتذمرون وسيتناقشون طويلاً في ماذا يطبخون وسيختلفون ويتفقون ويختلفون.. ! سيظهر نقص في شيء ما؛ سيتفلّت أحدهم لجلبه من الخارج ومقصده اللعب بالثلج.. وستمنع أحدهم عن الخروج لشراء شيء ما من السوبرماركت.. تفاصيل كثيرة المزعج منها سيتحوّل بعد وقت إلى حكاية مضحكة..!
كل ما اتمناه في غمرة الثلج أن يتفقّد كل واحد أحداً يعرفه؛ لعله يكون بحاجة شيء.. تفقدوا من تعرفون ومن تسمعون عنهم.. لا تجعلوا بياض الثلج ينسيكم بياض قلوبكم.. فإن خلف الحكايات المبهجة ثمة حكايات منسية لا نعرف عنها إلاّ بعد ذوبان الثلج ولكنها تكون قاصمة وشديدة الألم والآهات..!
لا تجازفوا بالنسيان وتفقدوا ذاكرتكم وانعشوها بكل ما يحيط بكم..