ان الهوية الوطنية الخاصة لاي دولة او مجتمع عربي هي نتاج تطوره ووطبيعته التي لا يمكن التجاوز عنها او عليها باعتبارها تحقق " الشخصية الذاتية " في طريق بناء الدولة الوطنية الديمقراطية المستقلة .
فالهوية الوطنية الأردنية الخاصة ؛ ذات ابعاد ثقافية عميقة وراسخة تُعبّر عن طبيعة الشعب الأردني و" علائقه الأجتماعية " وتراثه الفكري والشعبي والثقافي الفلاحي -البدوي والمدني ولها علاقة بنشأتها وتطوراتها
"الزا-مكانية" .
والأردنيون يجمعهم الإنتماء الواحد والولاء والشعور الوطني والقومي ونضالاتهم في ساحات وميادين البطولة والشرف دفاعا عن الأردن وفلسطين والامة العربية ، وقد اغنوا الهوية الوطنية الاردنية بتعدُّديتهم وتنوُّعهم ومنحتهم هذه الهوية " السِمَات والطبيعة " المشتركة وبنفس الوقت يشتركون في مصير واحد.
ان القفز عن الاعتبارات الوطنية للهوية الاردنية عبر الدعوة الى " اسلمة" هذه الهوية، كما يتبنى ذلك تيار الإسلام السياسي او " عوربتها" كما يدعو القوميون ، و " المُنبتّون " الذين " لا ظهرا ابقوا ولا ارضا قطعوا" ، هو تمييع لنضالات الأردنيين وثوراتهم الوطنية ، ما قبل تأسيس الإمارة، وما بعدها حيث شكلّ الاردنيون نسيجا مركزيا واحدا هو البُعد الوطني الأردني للهوية بغض النظر عن اصولهم.
ولكن، بنفس الوقت ، فإن للهوية الوطنية الاردنية "بُعدها العربي" وبنفس الوقت " ثقافتها الاسلامية" التي تجمع كل الاردنيين؛ ولكنها هوية ذات تركيبة متداخلة ومجتمعة معا ، ولها مكوناتاها من " الثقافات الفرعية" وهي ، ايضا ، ذات انماط وطبيعة سوسيولوجية سياسية وثقافية واقتصادية تطورت ونمَت الى ان اصبحت مترافقة ومتجانسة ومتداخلة ومتمايزة مع ملامح وطبيعة الشخصية الأردنية الوطنية .
ان الإيمان والتغني بالهوية الوطنية الاردنية ، ليس اقليمية قُطرية، ولم يك الاردنيون ، يوما ما ، دعاة اقليمية وفرقة فهم نشأوا عروبيين وشاركوا في حركات التحرر العربي ونضالات الشعوب العربية التوّاقة للحرية والاستقلال في كل مكان .
والهوية الوطنية الأردنية ، وتعزيزها ، ليست في تصادم او تعارض مع اي هوية عربية اخرى ، وانما هي في تناقض وتعارض كبير مع مشروع " واحد ووحيد " ، هو المشروع " الصهيوني الاستيطاني التوسعي" الذي يطمح الى ابتلاع الاردن بعدما نجح بابتلاع فلسطين.