زاد الاردن الاخباري -
تتصاعد حدة الفجوة والخلافات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بشأن خطر تعرض كييف لغزو من قبل القوات الروسية.
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ان التصريحات المستمرة من قبل قادة الدول الغربية، بشأن غزو روسي محتمل لبلاده، سيعرض بلاده لخسائر اقتصادية كبيرا.
وناشد "زيلينيسكي" الدول الغربية ضرورة عدم ترديد الحديث عن غزو روسي محتمل لأوكرانيا.
وحسب تصريحات نقلتها بي بي سي، قال زيلينسكي: "الحديث عن غزو روسي وشيك لبلادنا يعرض اقتصاد أوكرانيا للخطر".
وأكد أن "هناك إشارات، حتى من قادة دول محترمين، إنهم يقولون إن حربا سوف تندلع غدا"، وعقب على ذلك واصفا إياه بأنه "ذعر"، متسائلا: "كم سيكلف ذلك دولتنا؟".
وفيما رفض الرئيس الأوكراني ترديد مثل هذا الكلام، جزم بأن "زعزعة استقرار الوضع داخل البلاد أكبر تهديد لأوكرانيا"، على حد تعبيره.
ومنذ أيام، وتحديدا الثلاثاء الماضي، أكد وزير الدفاع الأوكراني، أليكسي ريزنيكوف، أن بلاده لم تعد ترى وجود خطر لغزو روسي محتمل لها.
ووفقا لتصريحات أدلى بها ريزنيكوف، للصحفيين داخل البرلمان الأوكراني، أكد أن "كييف لا ترى خطر غزو روسي واسع النطاق لأوكرانيا، بداية من اليوم".
وقال: "نحن نقيّم الوضع على مسافة 200 كيلومتر من الحدود، إنهم ينسحبون باستمرار، ثم يسحبون القوات، ويجرون التدريبات".
وأكد: "يمكنني القول على وجه اليقين، أنه حتى اليوم، لم تنشئ القوات المسلحة الروسية مجموعة ضاربة، يمكنها شن غزو عنيف لأوكرانيا".
ولفت إلى أنه "وعلى الرغم من تطابق البيانات الأوكرانية والدول الشريكة، إلا أن هناك اختلاف في تفسيرها".
يأتي ذلك فيما تصر الولايات المتحدة الأمركيية وحلفاؤها الغربيون على التأكيد بان غزوا روسيا وشيكا لأوكرانيا سوف تقوم به روسيا، فيما تنفي موسكو تلك الاتهامات وتؤكد رغبتها في الحصول على ضمانات أمنية فقط.
ناقوس الخطر
وأشار موقع "بوليتيكو" أمس الجمعة إلى أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الذي دق ناقوس الخطر بشأن "حرب محتملة مع روسيا" في نوفمبر الماضي، غير الآن موقفه ويقلل من خطورة الوضع.
ونقل الموقع عن أشخاص مقربين من زيلينسكي وأفراد في فريقه تأكيدهم أن الرئيس الأوكراني غير نبرته خصوصا بسبب عدم رضى كييف المتزايد إزاء نهج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال مسؤولون في أوكرانيا وفي أوروبا للموقع إن شروع الولايات المتحدة في إجلاء جزء من طاقمها الدبلوماسي من أوكرانيا كان قرارا سابقا لأوانه وتسبب في زرع الخوف بين سكان البلاد واضطرابات في الأسواق المالية، ما زاد من تكاليف الاقتراض بالنسبة لكييف.
وأقر شخص واحد من مصادر الموقع بأن زيلينسكي يتخوف من أن بايدن يضخم عمدا الخطر المزعوم الناجم عن روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين بغية إفصاح مجال لإبرام صفقة مع الكرملين قد تمنح موسكو المزيد من السيطرة على منطقة دونباس في جنوب شرقي أوكرانيا.
انقسام بين إدارتي بايدن وزيلينيسكي
في الوقت نفسه، أكدت تقارير إعلامية أمريكية أن صبر واشنطن إزاء زيلينسكي بدأ بالنفاد.
ونقل موقع Puck في وقت سابق من الأسبوع الجاري عن ثلاثة مصادر في إدارة بايدن والكابيتول وصفها، في حوارات جرت معها خلال الشهرين الأخيرين، الرئيس الأوكراني بأنه "يصبح مزعجا ومثيرا للغضب وغير بناء على الإطلاق".
وأكدت شبكة CNN أن هناك "علامات انقسام" بين إدارتي بايدن وزيلينسكي في الآونة الأخيرة، مقرة بأن واشنطن ليست راضية عن "تقليل القيادة الأوكرانية من خطورة الوضع".
ونقلت الشبكة عن مصدر في الإدارة الأمريكية تحميله فريق زيلينسكي المسؤولية عن تشويه الحقائق وتسريب معطيات، متسائلا بشأن سبب مطالبة كييف واشنطن بتقديم مزيد من المساعدات العسكرية إليها في وقت تصر فيه القيادة الأوكرانية على أن مستوى الخطر لم يتغير.
وكانت الشبكة قد أكدت أن المكالمة الهاتفية بشأن "الخطر الروسي" بين بايدن وزيلينسكي الخميس الماضي "لم تنجح" بسبب بروز خلافات بين الزعيمين بشأن مدى خطورة الوضع.
ونقلت الشبكة عن مسؤول أوكراني رفيع المستوى تأكيده أن بايدن صرح خلال المكالمة بأن واشنطن لن تعرض على كييف كميات ملموسة إضافية من المساعدات العسكرية، بينما دعا زيلينسكي نظيره الأمريكي إلى "تهدئة النبرة" بشأن خطر "الغزو الروسي".
ونفى البيت الأبيض والرئاسة الأوكرانية صحة هذا الخبر.
وكانت روسيا قد نفت مرارا وتكرارا المزاعم الغربية عن تخطيطها لغزو أوكرانيا، محذرة من خطر تدبير استفزازات في منطقة دونباس في الفترة القادمة.