عندما نقرأ كيف كان العقل العربي قبل 100 سنة، نتألم على التخلف، وهيمنة الخرافة، والتزمت، والجهل، والانغلاق.
فما الذي سيكون مدعاة دهشة احفاد احفادنا، حين يطّلعون على عاداتنا بعد 50 سنة؟
كانت البندورة محرمة، والسيارة، والمدرسة، والراديو والتلفزيون والدش، والبنطلون، والموسيقى، والعمليات والجراحية !!
اليوم تتم الولادة في المستشفيات، لا على أيدي الدايات والقابلات القانونيات فقط، بل على أيدي أطباء ذكور.
المكاتيب، كان يستغرق وصولها شهرا وشهرين، وكانت تضيع أحيانا، لأن المرسلة اليهم قد رحلوا إلى دار جديدة أو إلى الآخرة. اليوم صار بوسعك إجراء مكالمات فيديو over seas مجانية.
كانت كل الرسائل تبدأ بجملة تقليدية هي «الى الاخ العزيز والذهب الإبريز»، أيننا من ذلك اليوم؟
الأرصاد الجوية توقعت ثلجة يوم الاربعاء، فمكنتنا توقعاتها من التحوط، بالمحروقات واللقيمات، وها هي معظم توقعاتها تصدق، ومحمد الشاكر، الذي تسرع البعض في الحكم عليه، يستحق شكرنا هو والراصد رافد آل خطاب.
وصار ممكنا معرفة جنس الجنين، ووصل العلم إلى استيلاد أطفال الأنابيب وتهريب النطف من سجون الاحتلال وإنتاج أطفال أصحاء مكتملي النمو.
كتب أحد العلماء على مدونته ان قيادة المرأة للسيارة فيها 20 مفسدة وضررا، وإنها وسيلة عظيمة لحصول الشرور، وإن فيها إذهاباً لحيائها، لأن المرأة «الخرّاجة» قليلة الحياء. وخروجها تقليد للغرب الكافر.
والكارثة هي أن صاحب المفاسد العشرين، يقول في حجته:
«إن في المطالبة بقيادة المرأة للسيارة معصية لولاة الأمور، وهم الأمراء والعلماء، لأنه يسبب زيادة في معدلات الجريمة...»
وإن الذين يطالبون بذلك ليسوا من أهل الدين والاستقامة، والجهاد والحسبة، بل هم إما علمانيون يُظهِرون الإسلامَ ويبطنون التمرد على أحكام الشرع، أو فُسّاقٌ يريدون التمتع بالمرأة، أو جُهال».
وثمة عالِم أكد أنه استنادا إلى دراسات علمية، وجد العلماء، أن جسم المرأة لا يتوافق مع قيادة السيارات، تشريحيا !!
يقول الكاتب ثروت البطاوي: «تأخرت المطبعةُ زهاء قرنين ونصف القرن عن دخول العالم الإسلامي، بسبب فتوى حرّمتها، وحرمت معها العرب والمسلمين من اللحاق بركب الحضارة والتقدم» !!