ستون عاما والقلب يزهر كل يوم ،ستون عاما من العطاء والانجاز، ستون عاما والزعفران ينثر ريشه فوق الجبال .
نحبك مولاي ستينيا وخمسينيا ، وفي كل اعمارك المديدة ، نتمنى لك المئة عام وأكثر ، نتمنى لك ما قالته العجائز الاردنية بطيبتها وحبها وصدقها لابنها واخيها وللملك ،بكل الحب قالت : يا رب خذ من عمري واعطيه.
يا رب خذ من عمري وامد في عمر ملك الانجاز، ملك الحب والعطاء .
يا ملك البلاد وسيدها، ها قد تقدمت بالعمر ، وتقدم العمر بك، تدخل الواحد والستين على بركة الله، يحرسك المولى ، فاخطُ بِنَا خطوة الواحد والستين الى العلياء،الى الاردن الجديد المتجدد للعمل والبناء.
سيدي ومولاي، لك حب النشامى، وزغرودة النشميات، لك الطاعة والقناعة، لك السهر والتعب ولنا ملكا احببناه وعشقناه ابا واخا بملء ارادتنا، ذلك ان الحب عطاء قبل كل شيء.
مولاي انت العطاء، وانت الحب معا،حين يمتزج عرقك المجبول بالتعب لتصنع لابنائنا المستقبل ، على طريقة الهاشميين في امهر صنائع الوفاء للامة والشعب.
تعلمنا منك الوفاء، درسا حفظناه عن ظهر قلب، درسا رأينا تطبيقا عمليا لجلالتك، تجوب العالم لتأتي بالاستثمارات، وحين تحط طائرتكم في مطارها، تأخذك اللاند روفر العسكرية الى المناورة في حمرا حمد ، تغسل وجهك الوضاء عن تعب، وليس عن تراب، فتراب الاردن غير قابل للغسل، تركب سيارتك،تقودها بنفسك رغم التعب، وتحط فيها عند عشيرتك التي استقبلتك بزغاريد الصبايا وكحلهن، فالاردنيات يتكحلن للاب والاخ وللملك.
يستقبلك شباب العشيرة بالقصيد، وابن العشيرة لا تتجلى القصيدة تحت ان ربابته الا لاثنين: معشوقته ام الذوايب الشقرا، وللملك فقط، وغير ذلك تفاصيل لا شأن لهم بها.
يقدمون هديتهم لك حصانا ابيض، فالاردني لا يقدم حصانا قط الا لمن اخلص واحب، انه الحب سيدي واكثر، واكثر ، واكثر .
تغادر ابناء القبيلة، ولا يغادرونك، تلوح لهم بيدك عادة العرب القديمة في الوداع، تصيب منك ريح كانون بردا وسلاما، تشغل تدفئة السيارة، حينها تتذكر عجوزا في وادي عربة بلا مدفأة ولا حرامات، تطلب منهم ان يلحقوك الى هناك، تدخل الى خيمتها تقبل جبينها، فتفزع العجوز، هل هي في حلم، الملك في خيمتها المتواضعة، وان اعطيتها المدفأة،وبيتا كريما يقيها حر الصحراء وبردها، وان غطيتها بيدك الكريمة، كل ذلك لا يعادل ابتسامتها وشكرها لله وهي تصر عليك شرب كاسة شاي اعدتها على نار الغضى، تلك الشجرة التي تدفأت عليها يوما مع رفاق الحب والسلاح، تلك النار التي اعددت عليها سيدي قلاية البندوره مع البصل الاخضر، وافترشت اعظم المفارش واغلاها ؛ ارض الاردن ، وجالست الوكيل خلف، وقائد السرية حمدان، وآمر البطارية سويلم،غمست معهم في صحن الاردن الكبير الذي اتسع لكل الاردنيين.
وحين يأخذ منك التعب مأخذه، تعانقهم وتسلم عليهم واحدا واحدا، تنطلق بسيارتك الى البيت،
غرفة نوم كغرفنا في البساطة ، غرفة جلوس متواضعة كتواضع الهاشميين، بلكونة متواضعة.
سيدي لقد فهمت المعادلة ، الاثاث المهقوني الفاخر لا يصنع الحب، الحب تصنعه البساطة والقلوب البيضاء، لذا احبك الاردنيون ببساطة بيتك الانيق بحضور سيدة البيت الملكة ام حسين، والامير حسين ولي عهدك واخوته، تسهر معهم على شواء الكستنا، تحدثهم عن رفيق السلاح الشهيد راشد الزيود، وحين تدمع عيناك ، تغير الحديث عن عجوز وادي عربه، وحين تغفو على الكنبه، ينبهك الامير حسين الى النوم في غرفة نومك، مثل بيوت كل الاردنيين.
سيدي، اكاد اسمع ملايين الاردنيين يرددون ومعهم عجوز وادي عربه: يا رب خذ من عمري واعطيه .