في رسالته الملكية التي وجهها جلالة الملك عبد الله الثاني لشعبه الأردني بعيد ميلاده الستين ، أكد جلالته أننا في هذا الوطن مصممون على ما أنجزه الآباءُ والأجداد لإكمال مسيرة التطوير بإرادة صلبة وعزم لا يلين ، لافتاً جلالته الى أن بلدنا يواجه في هذه المرحلة صعاباً شديدة خاصة بعد استقباله لمئات الآلاف من اللاجئين وتعامله كذلك مع تحديات أمنية على الحدود ، وأبرزها الخروقات التي مارسها ولا زالت المتسللون والمهربون على حدودنا الشمالية ، وتعمدهم بإطلاق النار على نشامى جيشنا العربي الباسل الصامدين على سياج الوطن .
وتطرق جلالته في رسالته الموجهة للأردنيين الى جملة من التحديات التي تواجهها المملكة في ظل تباطؤ المسيرة التنمويه التي عانت على مدى طويل من ضعف في العمل المؤسسي وتغول للإشاعة وتغييب للحوار الذي يقف عائقا في وجه التغيير ، في ظل تراجع الدعم الخارجي الذي عطّل جزءا من المسيرة ، والتي زادت من تفاقمها أزمة كورونا التي شكّلت أعباء اقتصادية واجتماعية قاسية على بلدنا .
ومن هنا لفت جلالة الملك الى ضرورة وضع خارطة طريق واضحة للتغلب على مجمل هذه الصعوبات التي أصبحت تقف حجر عثرة امام القطاعين العام والخاص ، ومعالجة السلبيات التي تجري ممارستها في القطاع الاداري في الدولة ومساءلة المقصرين في واجباتهم تجاه المواطن ، ورسم خطوات فاعلة لجذب الاستثمارات الخارجية ، إذ أن هدفنا هو اغتنام كل فرصة ومعالجة كل خلل من أجل توفير العيش الكريم والحياة المريحة لكل أبناء شعبنا.
واوضح جلالة الملك في رسالته أن التشاؤم لا يبني مستقبلا والإحباط لا يقدم حلولا ، داعياً الى مزيد من الإبداع والتميز والابتكار والانفتاح على العالم ، مشيراً الى أن الإخلاص للوطن شرف وواجب يحمله الأردنيون جيلاً بعد جيل ، وهذه رسالة الهاشميين التي نذر بها جلالته نفسه ليبقى جنديا ومواطنا يؤمن بهذا الوطن لخدمة الأردن وشعبه .
وقال جلالته ، نريد لأردننا مستقبلا مشرقا في مجالات التعليم والاقتصاد وتعزيز قطاعات الانتاج ومواجهة الفقر والبطاله ، مستقبلا عنوانه التميز وجوهره الإبداع والإنفتاح على التغيير والتطور، بشكل يستوعب الأفكار الجديدة ويحتضن التنوع ويوسع قاعدة قواسمنا المشتركة لنبقى رمزا للتسامح والإيثار، فهذه هي القيم التي جذّرها الأردن، وظل بها أنموذجا في التقدم والانفتاح والاعتدال والأصالة التي ميزت الأردنيين عن شعوب العالم كله .
ودعا جلالة الملك في رسالته الى ضرورة وضع البرامج التي تدعم السياحة الطبيعية والعلاجية ودعم المشاريع الزراعية وتطوير القطاع الطبي وتشجيع الشباب وخاصة الرياديين منهم ، حيث أن الوطن يُبنى بسواعد أبنائه وبناته الذين هم أمل الأمة في الحاضر والمستقبل .