زاد الاردن الاخباري -
في عملية أمنية تعد الأكبر منذ سنوات، أعلن لبنان الاثنين، تفكيك شبكات تجسس اسرائيلية بلغ عددها 17 شبكة، واعتقال اكثر من عشرين ضالعا فيها، بينما رفض حزب الله تسليم احد المتورطين للقضاء اللبناني.
وقال وزير الإعلام اللبناني بالوكالة عباس الحلبي إثر جلسة لمجلس الوزراء إن وزير الداخلية بسام المولوي، أطلع المجتمعين "على ضبط 17 شبكة تجسّس لمصلحة العدو الإسرائيلي بعد عمليات متابعة"، موضحاً أن دورها "محلي وإقليمي".
واكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قوله إنّ "ضبط هذه الشبكات يثبت مجدداً أهمية الأمن الوقائي والتنسيق القوي بين مختلف الأجهزة الأمنية المعنية بحماية لبنان، وإبعاد الساحة اللبنانية عن كل محاولة للعبث بالأمن وتخريب الاستقرار الأمني في البلاد"، بحسب ما نقله عنه الحلبي.
وحيّا ميقاتي "شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي على الإنجاز الكبير الذي حققته لكشف المزيد من شبكات التجسس لمصلحة العدو الإسرائيلي وتوقيف أفرادها والضالعين فيها".
النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات احال الموقوفين مع محاضر التحقيق الأولية التي تسلمها من شعبة المعلومات إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي، فادي عقيقي، وطلب الإدعاء عليهم.
وكلف هؤلاء "بجمع معلومات عن مواقع عسكرية وأمنية تابعة لحزب الله في الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية والبقاع، بالإضافة إلى قيادات حزبية وشخصيات سياسية".
واستغل مشغلو المتورطين "أوضاعهم المعيشية والاجتماعية الصعبة، ما سهّل تجنيدهم لهذه المهمّات".
لبنانيون وفلسطينيون وسوريون
ومن بين المتورطين في إحدى الشبكات عنصر من حزب الله، الذي "رفض تسليمه إلى القضاء اللبناني" وفق المصدر ذاته.
وكانت صحيفة "الأخبار"، القريبة من حزب الله، نقلت، في عددها الصادر الاثنين، أن شعبة المعلومات بدأت العملية قبل "أربعة أسابيع"، وأن من بين الموقوفين لبنانيون وفلسطينيون وسوريون.
وأضافت أن التحقيقات أظهرت أن "12 من الموقوفين على الأقل كانوا على علم بأنهم يعملون لمصلحة إسرائيل" في حين أن "الآخرين كانوا يعتقدون أنهم يعملون لمصلحة مؤسسات دولية أو منظمات غير حكومية".
ويعدّ تفكيك هذه الشبكات، وفق الصحيفة، "واحدةٍ من أكبر العمليات الأمنية التي نُفِّذت منذ عام 2009".
وأوقفت السلطات اللبنانية بين عامي 2009 و2014 أكثر من مئة شخص، غالبيتهم من العسكريين أو من موظّفي قطاع الاتّصالات. إلا أن وتيرة التوقيفات تراجعت في الأعوام الأخيرة.
وعام 2019، أعلن جهاز الأمن العام اللبناني توقيف لبناني يحمل الجنسية الكندية يشتبه في أنه يعمل "لصالح الاستخبارات" الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه اعترف بأنه "كُلِّف بمهام تجنيد أشخاص لبنانيين لاختراق البيئة الحاضنة لحزب الله، وبجمع المعلومات الأمنية لصالح مخابرات العدو والوصول لمعلومات عن الطيار الاسرائيلي رون أراد" الذي أسقطت طائرته في جنوب لبنان في عام 1986 ويسود اعتقاد أنه سُلّم لحزب الله.