تستوقفني دائماً سيارة (البِكَمْ أو البك أب) والتي يخرج منها صوت شاب ينادي: إللي عنده ثلاجات غسّالات خربانة للبيع..ألمنيوم نحاس..إلى آخر النداء الذي دائماً بصوت شاب ذكر ولا أعلم للآن لماذا لا يكون هناك صوت أنثى فهو أرقّ وأنعم وأدعى للاستجابة ومن المحتمل أن يبيع بعض المراهقين ثلاجاتهم الصالحة استجابة لنداء السخسخة..!
المهم: لا أحد ينادي على «ضمير خربان للبيع» ..! لا أحد يجرؤ على هذا الجنون العاقل.. مع أنّ كثيراً من الضمائر تُباع وتشرى وتداس على مدار الساعة ولكن بمسميات أُخرى تتطلبها السياسة ونفاقها المدوّي في عوالم الاقتصاد والاجتماع والثقافة..!
يصل الأمر بالضمير الخربان إلى حدّ التنطّع للفلسفة و الجلوس الدائم على التقاطعات الحياتيّة للمجتمع.. فيسمّي المقاومة عناداً وينعت التطبيع بالتعايش وقس عليها شؤونا اخرى.
لا أحد يتكلّم عن الضمير.. لا أحد يقول لك: ضميري مرتاح وأنا أتخذ قرار كذا أو أنا أفعل كذا.. لأنه يعلم إن وصل الأمر إلى الضمير فإن سيارة (البكم) بانتظار ضميره وكثيرون من الناس سيخرجون إلى السيارة ويقولون لصاحبها: شوفلك حارة غير هالحارة.. طلبك مش عندنا؛ طلبك هناك..وهناك مكان يعلمه الجميع ولكن لا يضعونه في (الجي بي اس)..!