شخصت الرسالة الملكية التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لابناء شعبه واقع الحال بوضوح تام،وبكلمات دالة وواضحة وصادقة تمثل شفافية ووضوح جلالته تجاه شعبه.
وحملت الرسالة تفاؤلا بمستقبل واعد لابنائنا، مثلما حملت اهم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها الوطن.
لقد احاط جلالة الملك بكل ما يدور في خلد المواطن الاردني، وادرك بفطرة الاب ان البطالة والفقر والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطن تمثل روح ولب المشاكل الذي يعاني منها المواطن.
ولذا فقد وجه جلالته الديوان الملكي وبالتعاون مع الحكومة الى البدء في ورشة عمل من المختصين ، تهدف الى التوافق على الرؤى والاهداف المنسجمة مع واقع الحال لوضع حلول آنية للواقع الاقتصادي وضمن خطة زمنية واضحة، وباهداف قابلة للقياس والتطبيق.
ان اهتمام جلالة الملك يوم عيد ميلاده بالواقع المعيشي الذي يفرض ايقاعه الثقيل على الوطن والمواطن ،ليس بأمر غريب على جلالته.
ففي كل كتب التكليف السامية للحكومات ، وفي كل خطب جلالته الرسمية وغير الرسمية كان المواطن الاردني وعيشه محور الاهتمام الاول لجلالته.
وقد ركز جلالة الملك في رسالته لابناء شعبه على كافة التحديات التي تعصف بالعالم، مشيرا الى ان الاردن الذي عبر اهم الصعاب واكبرها سيعبر بنجاح باتجاه المستقبل الافضل للوطن وابنائه.
ووجه جلالته عبر الرسالة التي حملت مضامين ورسائل قطاعية هامة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والزراعية والتقنية عنوانها الانفتاح والعمل الدؤوب لمستقبل الأردنيين.
هذا كله يعني ان المواطن الاردني يعيش في وجدان جلالة الملك وفي قلبه، وان جلالة الملك يعرف ويطلع على تفاصيل التفاصيل للحياة اليومية التي يعيشها المواطن، وان جلالته بحس الاب والاخ الكبير يدرك الصعوبات التي نعيشها،ويعمل ليل نهار لانجاز الممكن للحفاظ على حياة كريمة لابناء شعبه .
وقد ادرك جلالة الملك ان الحكومات المتعاقبة لا تبني على إنجازات بعضها البعض،وان المطلوب هو تراكم الانجازات العابرة للحكومات، بحيث تبني الحكومة القادمة على ما انجزته الحكومة الحالية،وهكذا يكبر الانجاز ويتسع لينعكس على الوطن والمواطن.
بعين الاب الحريص على ابنائه يضع جلالة الملك الحلول المنطقية القابلة للتطبيق، ويوجه رسالة واضحة للمسؤول الذي يؤجل او يرتجف من اتخاذ القرار بقوله : لا مكان لهذا المسؤول بيننا، وهي اشارة واضحة من جلالته ان المسؤول الذي لا يجرؤ على اتخاذ القرار عليه ان يغادر موقعه، وان يترك الساحة لمسؤول قادر على اتخاذ القرار بدراسة متأنيه ودقيقة طالما كان متوافقا مع القانون ولا يحقق له مصالح شخصية .
رسائل جلالته لم تكن رسالة واحدة، كانت رسائل الاب والاخ الكبير والملك المدرك لقضايا ومشكلات الوطن والمواطن، ولذا جاءت الحلول غاية في الوضوح والصدق والشفافية، دون مبالغة ودون آمال وطموحات غير قابلة للتحقق.
نتمنى ان يرتقي كل مسؤول، بتفكيره ومنهجية عمله وان يكون على مستوى طموح جلالة الملك في العمل والانجاز، لاردن اليوم والغد .