تينا المومني - تحت سقف التشديد على أن المسيرة في الأردن تباطأت لكنها لم تتوقف، يرشد جلالة الملك عبدالله الثاني الأردنيين في رسالته التي وجهها إليهم بعيد ميلاده الستين، إلى إنقاذ إرث قرن من الدولة الأردنية من خلال رؤية وطنية شاملة عابرة للحكومات يشارك فيها الجميع
وجاء في رسالة مولاي بأن مسيرتنا قد عانت من ضعف في العمل المؤسسي، وتلكؤ في تنفيذ البرامج والخطط، وتمترس بيروقراطي، وانغلاق في وجه التغيير، وتغول للإشاعة، وتغييب للحوار العقلاني الموضوعي هي أيضاً مفاتيح يجدر الوقوف عندها حينما نسأل أين نريد أن نكون في نهاية القرن القادم؟
رؤية وطنية شاملة عابرة للحكومات
يرتبط الحديث عن رؤية وطنية شاملة عابرة للحكومات، بالعديد من العقبات التي تواجه ملف التنمية السياسية في الأردن، أبرزها الوجود المتكرر لنفس السياسيين في كل الحكومات، والنظرة الشعبية لهم على أنهم رتوش من أخطاء الماضي، في الحقيقة هم صانعو قرار بخبرات سياسية لا يمكننا عدم الاعتراف بها كما عليها الاعتراف برغبة الركب الجديد في الانخراط بالنظام السياسي، هذا الركب بما فيه من طموحات وأفكار وتوقعات جديدة، وهذا ممكن من خلال خلق جو من الإدماج بين الطرفين
التغيير
يبدو أن الواقع يمكن أن يجعل تطلعات الأردنيين وأحلامهم حقيقة، حيث واجه الأردن خلال 100 عام لحظات حرجة وتحديات حقيقة، إلا أن الإرادة السياسية كانت دائماً حاضرة وقادرة على تبني التغيير في إدارة المواقف الاقتصادية والسياسية، كما سعت الدولة لتطبيق تعديلات دستورية، وزيادة الشفافية السياسة فيها، وفيما التغيير عملية معقدة وطويلة إلا أن الانغلاق في وجهه سيكون عائقاً في وجه الإصلاح
تنوع وشمول
يلتقي التنوع والشمول والحد من السلطة والنفوذ ومحاربة الفساد بالنظر إلى التوازن الناجح بين المعارضة وصانعي القرار، وبالنظر إلى التنوع الديمقراطي من مستقلين وأحزاب وتكنوقراط وبيروقراط، فالمقاربة بين الأفكار وتوحيد الأهداف الفعالة سيؤديان إلى الرغبة بتشجيع التنوع بدل الخوف والممانعة والإحباط الذي أدى الى تغول الإشاعة وتغييب للحوار العقلاني والموضوعي
إنقاذ إرث قرن من الدولة الأردنية يتطلب حركة تنويرية تشمل جميع نواحي الحياة حتى نتأقلم سريعاً مع قفزات العالم النوعية، واستبدال الإحباط بالتفاؤل والإبداع، حتى يصل الأردن إلى نهضته الحقيقية ثم يأخذ دوره الرئيسي في إعادة بناء ثقافة المنطقة ككل