بقلم : احمد صلاح الشوعاني - قبل أن أبدا الحديث أود أن أوضح بان الرسالة ليست لشخص معين بل هي رسالة موجهة لجميع أصحاب القرار العاملون في القطاع الحكومي والخاص .
من هنا أبدا بالرسالة التي أوجهها للمسؤولين الذين لم يدركوا بعد أن مناصبهم لم ولن تدوم لهم فهم غير مكترثين بأن المناصب لا تدوم وأنها لو دامت لمن سبقوهم لما وصلت إليهم اليوم .
لو فكر بعض المسؤولون السابقون ومن جلسوا على الكرسي في الكثير من مؤسسات الدولة بأن الكرسي لن يدوم لهم " لكانت تصرفاتهم وإعمالهم بغير الصورة التي خرجوا عليها من مناصبهم .
هل فكر المسؤولون الذين يتربعون على مقاعدهم اليوم " بحال من سبقوهم ممن كانت أبواب مكاتبهم مغلقة ولا تستقبل إلا المقربون منهم ومن يدعون أنهم الأصدقاء والأحباء " أين ذهبوا وما هو مصيرهم .
هل فكر من يجلس على الكرسي اليوم بزيارة المسؤولين السابقين في منازلهم وسؤالهم كيف هي أحوالهم وأوضاعهم بعد خروجهم من مناصبهم وسحب السلطة والجاه منهم " زورهم واسألوهم كيف هي أحوالكم بعد سحب صلاحياتكم وجاهكم منكم .
اسألوهم هل تسمعون رنين الهاتف الخلوي ، وكم كان يرن هاتفك الخلوي باليوم ،و كم رسالة كنتم تستقبلون على الواتس آب والفيس بوك والتويتر أثناء جلوسكم في مكاتبكم على كراسي السلطة وفي المجلس والمناسبات ، " وأنت تجلس في المقعد الخلفي للمركبة التي كانت تحمل النمرة الحمراء " وتنظر إلى العالم من حولك ، " اسألوهم كم تستقبلون من المكالمات والرسائل في يومك هذا " ومن هم المتصلون أليسوا فقط أفراد عائلاتكم .
اسألوهم كم صديق كان لكم وانتم بالسلطة وكم صديق تبقى لكم بعد الخروج من المنصب وسحب كافة الصلاحيات .
اسألوهم كم وكم و كم وكم من العادات كانت قبل وبعد ، اسألوهم لو عاد بكم الزمان للوراء ماذا ستفعلون وكيف ستغيرون من حياتكم .
تعلموا يا أصحاب القرار ممن سبقوكم وخاصة من كانوا يغلقون أبواب مكاتبهم ولا تفتح ألا للمقربين منهم ، تعلموا كم كانت هواتفهم ترن على مدار الساعة ولا يكلفون أنفسهم بالرد عليها ولا تفتح إلا للمقربين الذين اختفوا بعد خروجهم من مناصبهم ، تعلموا أن تكون أبواب مكاتبكم مفتوحة للجميع والرد على الهواتف والرسائل التي تصلكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، لا تدعوا من حولكم يصنع حاجز بينكم وبين المواطنين كما فعلوا مع من سبقكم فالمناصب لن تدون لكم .
تعلموا الدرس من المسؤولون الحقيقيون وهم كثر " مسؤولين لم تغيرهم المناصب كانت ولا تزال أبواب مكاتبهم مفتوحة للجميع وهواتفهم لم تغلق ولم تسلم لمدراء المكاتب للرد عليها يستمعون لكل كبيرة وصغيرة همهم الأول والأخير خدمة الوطن والموطن دون كلل أو تذمر .
تعلموا من المسؤولون السابقون الذين كان همهم خدمة الوطن والمواطن كيف يتعامل معهم الجميع بعد خروجهم من مناصبهم بالتواصل معهم بشكل يومي لأنهم لازالوا في القمة حتى بعد أن خرجوا من مناصبهم تركوا المناصب لكنهم تربعوا على عرش القمة الحقيقية ولن تنتهي مسيرتهم وسيرتهم العطرة .
تعلموا يا أصحاب القرار الدرس جيدا ممن سبقكم تعلموا بأن المناصب لو دامت لمن سبقوكم لما وصلت إليكم .
في الختام أقول شكرا لكل مسؤول حقيقي يعمل من اجل الوطن والمواطن شكرا للمسؤول الذي يعمل ولا يبحث عن عدسات الكاميرات لتوثق إعماله شكرا لكل مسؤول حقيقي خدم ويخدم الوطن كل من مكانه .
وللحديث بقية أن كان بالعمر بقية :