زاد الاردن الاخباري -
يروي مواطن نجا وزوجته وأطفالهما الخمسة، من حريق التهم منزلهم في حي المسجد القديم ببلدة ماحص التابعة لمحافظة البلقاء، قبل أيام، لـ”الغد”، تفاصيل اللحظات المروعة التي عاشها وأسرته، جراء الحريق الذي أتى على أثاث المنزل بالكامل.
المواطن الذي طلب عدم ذكر اسمه، يقول إنه كان يجلس وأسرته في إحدى الغرف، ولم يشعروا باندلاع الحريق الذي بدأ عند بوابة المنزل، بسبب تماس كهربائي نتج عن تسرب مياه وصل إلى قواطع عدادات الكهرباء، وسرعان ما امتد إلى البيت.
في هذه اللحظات، يقول المواطن إنه سمع شخصا ينادي بأعلى صوته عند نافذة غرفة أخرى، فهرع نحو الصوت آخرون ليجدوا النيران تشتعل، بينما يعمل الشخص على خلع النافذة وينادي على الموجودين، ليعملوا على إنقاذهم بإخراجهم من تلك النافذة.
ووفق المواطن، تبين أن الشخص الذي عمل على إنقاذهم، هو نقيب في القوات المسلحة الأردنية، يدعى عدي طلب العليوات العبادي، وكان مارا بالصدفة من المكان عند اشتعال الحريق.
بعد ذلك، يقول المواطن، “بالفعل، خرجت وزوجتي وأطفالي الخمسة وأكبرهم عمره 13 عاما سالمين بلا أي إصابات، حتى وصلت كوادر الإسعاف والإطفاء في مديرية الدفاع المدني وعملت على إخماد الحريق ومنع امتداه”.
وأضاف المواطن الذي يعمل بمهنة “مواسرجي” وهو المعيل الوحيد لأسرته، “حدث ذلك بينما كانت أعداد كبيرة من سكان بلدة ماحص، ينتشرون في المكان، لتقديم أي مساعدة يمكنهم تقديمها، وقاموا بتأميننا بمسكن آمن ودافئ، والآن يتداعى المتبرعون وفاعلو الخير للعمل على صيانة المنزل وتأثيثه، لنتمكن من العودة إليه، وأشكرهم فردا فردا على موقفهم الذي يعبر عن أصالة الأردنيين وشهامتهم وفزعتهم لكل صاحب حاجة”.
مؤسس ورئيس مبادرة شباب ماحص، أمجد عثمان الشبلي، قال لـ”الغد”، إن “أهالي البلدة وفور علمهم باحتراق منزل، هبوا لتأكيد استعدادهم لتقديم المساعدات والتبرعات للمتضررين حتى قبل أن يعرفوا من يسكن المنزل”.
وأضاف الشبلي، إنه “تم الانتهاء حاليا من إجراء عمليات صيانة وترميم للمنزل، بالإضافة إلى دهانه بالكامل، ليزود بعدها بما يتطلبه من أثاث وأجهزة كهربائية وأي مستلزمات أخرى”.
ووفق الشبلي، “هذا الموقف الإنساني ليس جديدا ولا غريبا على أهالي ماحص الذين يمثلون ويعبرون بموقفهم هذا عن أخلاق الأردنيين، ونخوتهم ونجدتهم لإغاثة أي ملهوف سواء كان من أبناء البلدة أم من أي مكان آخر”.
وتطرق الشبلي كذلك، إلى اهتمام ومتابعة محافظ البلقاء، الدكتور فراس أبو قاعود، مشيرا إلى أنه “كان على تواصل دائم واطلاع على كل الحيثيات والتفاصيل المتعلقة بالحريق والأسرة التي كانت تسكن المنزل، حيث أوعز بتقديم وتسهيل كل ما شأنه إعادة حياتهم إلى طبيعتها سالمين آمنين لا ينقصهم شيء”.
وقال مصدر في مديرية الدفاع المدني لـ”الغد”، إن وصول المياه إلى قواطع ساعات الكهرباء أدى إلى حدوث تماس كهربائي واشتعال النيران، داعيا بهذا الخصوص إلى ضرورة إجراء تفقد دوري وصيانة إن لزم الأمر لكل ما يتعلق بسلامة التمديدات الكهربائية، خصوصا في فصل الشتاء.
وأضاف أن المديرية، تصدر باستمرار إرشادات تتعلق تحديدا بالكهرباء، مثل الحرص على سلامة التمديدات الكهربائية عند فصل التيار الكهربائي عن المنزل في حال عدم انتظامه أو انقطاعه، من أجل تجنب حدوث تماس كهربائي يتسبب بحريق أو تلف الأجهزة الكهربائية، واستخدام معدات الوقاية الشخصية الخاصة بالكهرباء أثناء صيانتها.
وقال المصدر إن الإرشادات تتضمن أيضا ضرورة إجراء الصيانة الدورية للتمديدات الكهربائية في المنزل من فني متخصص، واستبدال كل ما هو تالف منها، وعدم تحميل الأباريز الكهربائية أكثر من طاقتها، لا سيما أن فصل الشتاء يعد من الفصول غير الاعتيادية لما يتخلله من أخطار خاصة نشوب الحرائق.
محمد سمور - الغد