أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
البندورة بـ35 قرش في السوق المركزي تخفيضات على أكثر من 390 سلعة بالاستهلاكية المدنية الاحتلال يقتحم مدينة طولكرم وضواحيها الأردن .. ما المقصود بالمرتفع السيبيري؟ هل تستمر أسعار الذهب عالميا بالارتفاع؟ أسعار العملات الرقمية اليوم السبت الأردن .. ارتفاع جنوني في أسعار الذهب السبت بدء إعادة إنشاء طريق محي-الأبيض بالكرك الأردن .. تحديد مواقع تساقط الأمطار خلال موجة البرد الأردن .. إقامة صلاة الاستسقاء بجميع المناطق اليوم السبت .. الحرارة أعلى من معدلاتها كيف أجاب خطاب العرش عن أسئلة الأردنيين؟… الخطة الأوضح: نشتبك من دون «المغامرة بمستقبلنا» كاتب في "واشنطن بوست": مذكرات الاعتقال لحظة إذلال لـ"إسرائيل" على الساحة العالمية هدف النعيمات بمرمى الكويت ينافس على جائزة آسيوية لليوم الثاني على التوالي .. الاحتلال يستهدف مسشتفى كمال عدوان شمال غزة دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات الإنذار في مناطق واسعة شمال فلسطين / فيديو 840 قرار تسفير مكتبي بحق عمال وافدين خلال 10 أشهر صواريخ «لا تقهر» .. أوكرانيا تستنجد بالغرب لمواجهة التحدي الروسي تراجع مستوردات الأردن من النفط العراقي بنسبة 12% حتى نهاية أيلول استشهاد مدير مستشفى و 6 موظفين في غارة اسرائيلية على البقاع

شهيد البئر

07-02-2022 06:29 AM

وكأنَّ الأرض جُنّتْ حُبّاً به ، فقطعتْ كلّ دِلاء الدمع الدانية من يده ، وكأنَّ الأرض جداريّة أبصرتْ دالية نورٍ في دمه ، وكأنَّ الأرض صدر أمٍّ تنفّس الورد من فمه ، وكأنَّ شقوق البئر نقوش في كفّ والده ، برفقٍ إلى يديّ الله ترفعه ، وكأنَّ حفرة البئر أُخيّةً له تارةً يطعمها وتارةً تطعمه ، وكأنَّ المستديرين فوقه "رفاق الحي" عند نافذة غرفته ، وكأنَّ صخرة البئر قطعة من وسادته ، وكأنَّ الأرض إستسقت الله فسقاها إبريق ماء من يده ، عزاؤنا يا بُنيّ أنّ وحشة البئر لا تعلو على أُنس رحمته .

خمسة أيام يا بُنيّ ، وأنا أهرب من صورك كجنديّ عربيّ فرَّ من المعركة ، وأتوارى عن الأخبار العاجلة كطفل يختبئ تحت سريره ، وأختبئ من خبراء الجيولوجيا و رجال الإنقاذ ، وكأنّني أحد سماسرة الدم الذي تاجروا ببئرك ، فنحن العرب لسنا إخوة إلّا "على يوسف" وكلّ واحد منّا هو قاتلك ، خمسة أيام ونحن نحاول أن ننقذ أنفسنا منك ، وأن نلتقط أشلائنا من بئرك ، و أن ننجو بأيدينا الكبيرة من يدك الصغيرة ، وأن نهرب بأصواتنا الثقيلة من أنينك الخفيف ، فشلت كلّ المحاولات في إنقاذنا منك ، فتركتنا عُراةً أمام ضعفنا وعجزنا. خمسة أيام يا بُنيّ ، وظلمة بئرك ونور غرفتي خيانة ، وبرد ترابك ودفئ أريكتي خيانة ، وضيق رئتك وسعة رئتي خيانة ، ودمع دمائك ودُمى أطفالي خيانة ، وبكاء أهلك وصوت أحبّتي خيانة.

قتلناك يا بُنيّ منذُ أصبحنا أمّةً تحتاج العالم ليساعدها على "حفر بئر" ، منذ أن عجزنا عن إطعامك " قطعة سكر" تبقيك على قيد الحياة ، منذ أن سمحنا لأنظمتنا العربيٌة أن تُجهّلنا وتجوّعنا وتمزّقنا وتجعلنا في قاع بئر الأمم ، منذُ أن سمحنا لها أن تسرق نفطنا وخبزنا وقمحنا ، منذُ أن سمحنا لها أن تحبسنا في بئرٍ أضيق من بئرك و أوحش من بئرك ، إلّا أنّ الفرق بيننا يا بُنيّ ، أنّنا متنا أول ما سقطنا وأنت قاومت وقاومت وقاومت ، قتلناك يا بُنيّ منذُ قتلنا الطفل الفلسطيني "محمد الدرّة" والطفل السوري "إيلان الكردي" والطفل اليمني "عمّار" والطفل الأردني "أمير" والقائمة تطول ، نحن الجناة الذين جلبنا الجناة .

"ريّان" ليس باب في الجنّة يدخله الصائمون فحسب ، بل بئر في الأرض يدخله "الريّانيون الربانيّون" ، نتضرّع لله الرحيم أن يجمعنا معك عند سدرة المنتهى في الفردوس الأعلى ، وأن تكون شفيعاً لأهلك يوم القيامة دون حساب ، ريّان من ضيق الأرض إلى سِعة السماء
رحمك الله
المحامي
حمزة عيسى الفقهاء








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع