زاد الاردن الاخباري -
قال السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد لـ"العربية.نت" إن بلاده تدعم حواراً بين الحكومة السورية والمعارضة في الداخل، بهدف وضع إطار سياسي يمهد لإنهاء الأزمة في البلاد، مشدداً على أن لدى سفارته اتصالات شبه يومية مع شخصيات معارضة في سوريا.
وكان فورد الذي كان من بين وفد يضم سفراء وملاحق عرب وأجانب قد ذهبوا في جولة إلى منطقة جسر الشغور، حيث تم الكشف عن مقبرة جماعية أمامهم، والتي تقول السلطات السورية إن عصابات مسلحة كانت قد هاجمت مفرزة الأمن العسكري في البلدة التي شهدت يومي الرابع والخامس من يونيو/حزيران الجاري وعلى مدى 40 ساعة، معركة أودت بحياة العشرات من عناصر تلك المفرزة.
ولم يعلق سفراء الدول الغربية على ما شاهدوه في موقع المعارك، لكن السفير الأمريكي في دمشق ذكر لـ"العربية.نت" أن الملحق العسكري الأمريكي الذي كان زار المفرزة قبل أيام بصحبة السفير الفرنسي في دمشق، قال إنه من الواضح "أن الهجوم كان مخططاً ومدبراً لجهة الحرفية في التنفيذ، وأن من قاموا بالهجوم على المفرزة لديهم خبرة جيدة في التكتيكات الأمنية".
وقال شاهد عيان لـ"العربية.نت" يسكن على تلة جبل في منطقة التل الأبيض على ضفاف نهر العاصي: "بعد أن شعرت بحركة غريبة تحصل في المكان الذي اكتشفت فيه المقبرة تقدمت باتجاه النهر لأرى جثثاً تطفو على المياه، وعندما حاولت سحبها مع بعض الأصدقاء تصدى لنا مسلحون ومنعونا وطلبوا منا مغادرة المكان، كما أن قائد المسلحين أمر أحد رجاله بمتابعة السيارة التي تأتي وتغادر المكان للتأكد من سحب الجثث وطمرها في مكب القمامة القريب من المكان".
من جهته، استنكر الأب جورج حوش، كاهن قرية الحلوزة القريبة من جسر الشغور، العملية التي استهدفت عناصر المفرزة، وقال إن أياً من الأديان لا يقبل مثل هذه التصرفات، وإن ما شاهده داخل المفرزة بالإضافة إلى عمليات التمثيل بالجثث كان بشعاً للغاية.
وفي سياق متصل، تتواصل عملية عودة النازحين واللاجئين إلى مدينة جسر الشغور التي بدأت الحياة تعود إليها ولو بخجل، حيث رصدت "العربية.نت" الكثير من المحلات التجارية ما تزال مغلقة في المدينة، لكن المحامي محمد دبلو الذي كان من الذين نزحوا إلى بلدات حدودية مع تركيا، ناشد الأهالي في الجانب التركي من الحدود بالعودة إلى منازلهم، قائلاً: "لم أكن لأعود لو كان الوضع الأمني غير مطمئن في المدينة".
وأمام مواصلة عودة بعض النازحين واللاجئين إلى جسر الشغور، تواصل وحدات الجيش مهامها في المنطقة وفي بلدة بداما الحدودية، مع التأكيد على أن ملاحقة من تصفهم السلطات بـ"الجماعات المسلحة" لن تتوقف عن حد.
العربية