زاد الاردن الاخباري -
أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الاربعاء في العاصمة الأوكرانية كييف مباحثات مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي، خصوصا في المجالات الاقتصادية، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وجهود تحقيق السلام استنادا إلى حل الدولتين، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
وخلال لقاء ثنائي بين جلالة الملك والرئيس يانوكوفيتش، تبعه لقاء موسع حضره سمو الأمير غازي بن محمد، المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك، وعدد من المسؤولين في الجانبين، بحث الزعيمان عددا من القضايا التي تصب في تعزيز العلاقات الثنائية، خصوصا في القطاعات الاقتصادية، وسبل البناء عليها بما يحقق المصالح المشتركة.
وأبدى الزعيمان خلال المباحثات، ارتياحهما للتطور الذي بدأت تشهده العلاقات الأردنية الأوكرانية وحرصهما على تطوير العلاقات الاقتصادية من خلال اتخاذ خطوات عملية مؤسسية وملموسة، خصوصا في مجال تعزيز الاستثمار المتبادل، وتشجيع التعاون بين القطاع الخاص الأردني والأوكراني.
وأعرب الزعيمان عن أملهما في أن يصب لقاؤهما اليوم في تقوية العلاقات السياسية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، مؤكدين عمق العلاقات التي تربط بين الشعبين الأردني والأوكراني.
وأوضحا أن العلاقات الثقافية والتعليمية متميزة بين البلدين مما يستوجب الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بذات المستوى، مشيرين إلى فرص تطوير التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والنقل والسكك الحديدية، وفي المجالات العسكرية.
وتناولت المباحثات جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أكد جلالته أهمية أن يكون الحل وفقا لحل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على أساس حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي تصريحات صحافية مشتركة عقب المباحثات، أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن سعادته للقاء الرئيس يانوكوفيتش وتقديره لحفاوة الاستقبال.
وأعرب جلالته عن تقديره عاليا لالتزام الرئيس الأوكراني القوي بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال جلالته "أنا على قناعة بأن الأردن وأوكرانيا لم يصلا بعلاقاتهما الثنائية إلى المستوى الذي ينعكس على علاقاتهما الاقتصادية، وهناك الكثير من العمل لنقوم به ونمضي ببلدينا في هذا الاتجاه".
وأضاف جلالته "أن هناك الكثير من المجالات التي يمكن أن نتعاون بها بما يحقق مصالحنا المشتركة".
وأكد جلالته أن الاتفاقيات التي وقعت اليوم بين البلدين ستسهم في تطوير علاقات التعاون وتعزيزها في مختلف المجالات.
ولفت جلالته إلى المشاريع الكبرى التي يعمل الأردن على تنفيذها في مجالات الطاقة والمياه والسكك الحديدية، مؤكدا جلالته أن هذه المشاريع ستوفر فرصا استثمارية للقطاع الخاص في أوكرانيا.
وقال جلالته "نحن بحاجة إلى تنشيط عمل اللجنة الوزارية الأردنية الأوكرانية التي تسهم في تكثيف زيارات الوفود الاقتصادية وإقامة معارض تجارية مشتركة في كلا البلدين".
وأضاف جلالته لقد وفرت المباحثات مع الرئيس الأوكراني فرصة لبحث التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مشيرا جلالته إلى أن أوكرانيا تستطيع أن تلعب دورا فاعلا لمساعدة الشرق الأوسط في تجاوز التحديات التي تواجهه، خصوصا أن العلاقات المتميزة التي تتمتع بها أوكرانيا مع العالم العربي يؤهلها للعمل على تعزيز فرص تحقيق السلام وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ووجه جلالته الدعوة للرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش لزيارة الأردن لمواصلة البناء على زيارة جلالته الحالية الى كييف.
من جهته أعرب الرئيس يانوكوفيتش عن تقديره للدور الذي يقوم به جلالة الملك لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، قائلا "نقدر عاليا الجهود الحثيثة التي يبذلها جلالة الملك لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وتعزيز أمن واستقرار المنطقة وشعوبها".
وأكد في ذات السياق أن أوكرانيا يهمها دعم جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصولا إلى حل شامل للصراع.
وقال "إن زيارة جلالتكم لبلدنا تشكل خطوة مهمة لتعزيز العلاقات بين بلدينا والبناء عليها بم يخدم مصالح شعبينا"، مؤكدا ضرورة التركيز على تعزيز علاقات التعاون في المجالات الاقتصادية.
ولفت إلى أن عقد اجتماع للجنة الوزارية للبلدين في المستقبل القريب سيسهم في دفع العلاقات الثنائية الى مرحلة جديدة من التعاون، خصوصا في الميادين الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مؤكدا اهتمام بلاده في المضي قدما في تعزيز علاقاتها السياسية مع الأردن.
واعتبر الرئيس الأوكراني أن الاتفاقيات التي وقعت ستكون خطوة في الاتجاه الصحيح لبناء شراكة فاعلة بين البلدين.
وتبادل الزعيمان الأوسمة، فقد منح جلالة الملك الرئيس الأوكراني وسام النهضة العالي الشأن من الدرجة الأولى، فيما منح الرئيس الأوكراني جلالة الملك وسام التميز الذي يمنح عادة لرؤساء وقادة الدول وكبار رجالات الدولة تقديرا لانجازاتهم في مختلف المجالات.
وحضر المباحثات عن الجانب الأردني وزير الصناعة والتجارة الدكتور هاني الملقي، ووزير الخارجية ناصر جودة، والمستشار في الديوان الملكي عامر الحديدي، والسفير الأردني غير المقيم لدى أوكرانيا أحمد الحسن، فيما حضرها عدد من كبار المسؤولين عن الجانب الأوكراني.
وكانت جرت لجلالة الملك عبدالله الثاني لدى وصوله إلى القصر الرئاسي، مراسم استقبال رسمي، حيث عزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني والوطني الأوكراني، فيما استعرض جلالته والرئيس يانوكوفيتش حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما.
وكان جلالته استهل زيارته إلى أوكرانيا بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول في العاصمة كييف.
والتقى جلالة الملك خلال الزيارة برئيس البرلمان الأوكراني، فولوديمير ليتفين، في اجتماع تم خلاله بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي، خصوصا في مجال تبادل الخبرات في العمل البرلماني والتشريعي بين الأردن وأوكرانيا، إضافة إلى مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط.
وكانت آليات تطوير علاقات التعاون بين البلدين في شتى المجالات وفرص تعزيز التعاون الاقتصادي في صلب المباحثات التي عقدها جلالة الملك مع رئيس الوزراء الأوكراني، ميكولا آزاروف.
وأكد جلالته ورئيس الوزراء الأوكراني خلال اللقاء الحرص على تطوير العلاقات الأردنية الأوكرانية والبناء عليها بما يعود بالفائدة على شعبي البلدين الصديقين.
كما بحث جلالة الملك وآزاروف سبل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، إضافة إلى مستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية.
وتم على هامش الزيارة بحضور جلالة الملك والرئيس الأوكراني التوقيع على خمس اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الدبلوماسية والصحية والعسكرية ومكافحة غسيل الأموال.
وأقام الرئيس الأوكراني مأدبة عشاء رسمية تكريما لجلالة الملك والوفد المرافق.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قد وصل الاربعاء إلى العاصمة الأوكرانية كييف في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات مع الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، ورئيس البرلمان، فولوديمير ليتفين، ورئيس الوزراء، ميكولا أزاروف، تتناول سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وعددا من القضايا الإقليمية والدولية.
ويرافق جلالته في الزيارة سمو الأمير غازي بن محمد، المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك، ووزير الصناعة والتجارة الدكتور هاني الملقي، ووزير الخارجية ناصر جودة، والمستشار في الديوان الملكي الهاشمي عامر الحديدي، والسفير الأردني غير المقيم في أوكرانيا أحمد الحسن.