زاد الاردن الاخباري -
لم تتفاجا الدول الغربية من تأجيل الانتخابات الليبية والتي كانت مقرره في 24 ديسمبر الماضي، خاصة بعد ان عينت الولايات المتحدة الاميركية ريتشارد نورلاند مبعوثا خاصا الى هذا البلد، الذي يعني تدخل واشنطن والاستفراد ، واطاله امد الازمة ووضع العراقيل والعصي في الدواليب من اجل العبث في ورقة هذا البلد وتجييره لخدمة مصالحها بغض النظر عما ستؤول به الامور في مصير الحياة السياسية الليبية
يتوج تعيين مبعوث اميركي خاص الى ليبيا بعد ان كانت الامور تسير بالاتجاه الصحيح في هذا البلد، سياسة العبث الاميركي المغطى دائما بغطاء الوساطة وتقريب وجهات النظر، وللوساطة الاميركية في قضية الشرق الاوسط وفشلها منذ عقود طويلة دليلا على درجة نجاعتها.
الواضح ان واشنطن وجدت نفسها منبوذة اوربيا ودوليا، ومحليا ايضا، وكان هناك توافق بين الدول الفاعلة في الملف الليبي وجيران هذا البلد، حيث تشير مصادر وتقارير الى ان "سياسة الولايات المتحدة تجاه ليبيا في السنوات الماضية كانت فاشلة استراتيجيًا، مشيرا إلى أن واشنطن رأت أن الانتخابات هي الوسيلة وبالتالي ستحافظ الجهود الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على مصالحها وتنافس خصومًا رئيسيين، عملو على انجاح الحياة الديمقراطية، وبدلاً من ذلك فإن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة لعبت لعبة مختلفة تمامًا"
كانت جميع الدول الفاعلة منها الامارات وتركيا ومصر وغيرها من الجهات الخارجية الأخرى قد خصصت موارد صغيرة نسبيًا ولكنها كافية للحفاظ على مصالحها التي تمتد إلى ما بعد الانتخابات، وغالبية التوجهات تشير الى تطوير الحياة صناعيا واقتصاديا واجتماعيا وبالطبع سياسيا، الا ان واشنطن تستمر في الدفاع عن قيمة الانتخابات بغض النظر عن شرعيتها أو سياسات القوة التي تلعبها، وبدات تستخدم ليبيا في مواجهة قوى عظمى هي على خلاف معها مثل روسيا والصين، فكان الضحية الشعب الليبي الذي كان بانتظار اشراقة الانتخابات ليعود الى حياته الطبيعية الخالية من الخطف والقتل والمليشيات
لقد كانت ليبيا هي أحدث مثال تُظهر فيه الولايات المتحدة ووزارة الدفاع الأمريكية، على وجه الخصوص، عدم التوافق بين الخطاب والواقع والاعتقاد بأن هذه المنافسة تركز بشكل أساسي على الأمن، مؤكدا أن ليبيا أيضًا هي المكان الذي فشلت فيه الولايات المتحدة في إدراك الدور الرئيسي الذي تلعبه موارد الطاقة في هذه المساحات التنافسية الإقليمية والتصرف بناءً عليه.
الملفت ان تنظيم داعش عاد للعمل في ليبيا والصحراء العربية مهددا دول الاقليم بعد التدخل الاميركي مباشرة ، فاصبح التركيز الاميركي على محاربة الارهاب وهي شماعة واشنطن للتدخل في اي مكان ويبدو ان الكارثة الاميركية ستتمثل باعلان الجيش الليبي في الجنوب بالقضاء على وجود داعش في البلاد وهو ما سيدفع واشنطن للبحث عن ورقة جديدة لتعكير صفو الاستقرار