أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
روسيا تعلن سيطرتها على قرية أوكرانية قرب كوراخوفي تردد إسرائيلي بشأن تقديم استئناف للجنائية الدولية الكرملين: قصف أوكرانيا بصاروخ فرط صوتي تحذير للغرب تركيا: الأسد لا يريد السلام في سوريا بن غفير يقتحم الحرم الإبراهيمي ويؤدي طقوسًا تلموديًة الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية .. اليكم التفاصيل! صحة غزة: المستشفيات ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة ميركل حزينة لعودة ترمب للرئاسة وزير الخارجية العراقي: هناك تهديدات واضحة للعراق من قبل إسرائيل زراعة الوسطية تدعو المزارعين لتقليم أشجار الزيتون السفير الياباني: نثمن الدور الأردني لتحقيق السلام وتلبية الاحتياجات الإنسانية الخطوط القطرية تخفض أسعار رحلاتها بين عمان والدوحة يونيفيل تنزف .. إصابة 4 جنود إيطاليين في لبنان الحوثيون: استهدفنا قاعدة نيفاتيم جنوبي فلسطين المحتلة مشروع دفع إلكتروني في باصات عمان يهدد مئات العاملين 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الدفاع المدني يتعامل مع 51 حادث اطفاء خلال 24 ساعة في الأردن الاحتلال يوقف التوقيف الإداري للمستوطنين بالضفة صحة غزة: مستشفيات القطاع قد تتوقف خلال 48 ساعة دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارته
الصفحة الرئيسية تحليل إخباري التحصين المطلق من عدوى كورونا .. هل بات مستحيلا؟

التحصين المطلق من عدوى كورونا.. هل بات مستحيلا؟

التحصين المطلق من عدوى كورونا .. هل بات مستحيلا؟

13-02-2022 05:32 AM

زاد الاردن الاخباري -

“معقول انت لحد هلا ما انعديت من كورونا؟!”.. ذلك السؤال الذي يحمل في طياته أحيانا حس الطرافة والفكاهة، يوجهه شخص ما لغيره مستغربا؛ خصوصا وأن هنالك من أصيب مرتين أو 3 مرات بالفيروس، ليصبح من لم يصب وكأنه مدعاة للاستغرابّ.

عشرات الآلاف من الحالات يتم رصدها أسبوعياً في مختلف محافظات المملكة، والحديث الدائر بين الأفراد في الأسرة أو محيط العمل والدراسة، بات منصبا عمن لم يصب بفيروس كورونا حتى الآن، مع تعاظم الأعداد، وكيفية حماية نفسه وتحصينها من العدوى.
مواقع التواصل الاجتماعي، زاخرة بالمنشورات والرسومات التعبيرية والكاريكاتورية التي تتناول غير المصابين “المحميين” مقارنة بعدد المصابين، وكأن الصورة بدأت تتبدل، بحيث يحجر غير المصاب نفسه عن الآخرين، بينما المصابون متواجدون وبكثرة وفي كل مكان.
تصريح رئيس لجنة الصحة في مركز حقوق الإنسان، الدكتور إبراهيم البدور مؤخرا؛ أن “كل عشرة أشخاص في الشارع يوجد بينهم 3 مصابين بكورونا”، قد أثار التخوفات حول هذه الأرقام، في حين يرى البعض أن العدد ربما هو أكثر من ذلك بكثير، خصوصا وأن هنالك العديد من الأشخاص يشعرون بأعراض الفيروس لكنهم لا يلجأون لإجراء الفحص.
تلك التصريحات المبنية على وقائع وأرقام يتم رصدها يومياً، تدفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق العنان نحو تعليقات يغلب عليها الطرافة بما آلت إليه الأوضاع، وحول إمكانية أن يبقى الشخص محصناً لتمر جائحة كورونا عليه بسلام من دون الإصابة بالعدوى.
إيناس محمود، شابة تعمل في القطاع الخاص ضمن “المشاريع غير الثابتة”، ولكي تحافظ على استمرارية عملها دون انقطاع تحاول أن تحمي نفسها من الإصابة حتى لا تضطر للغياب مدة لا تقل عن عشرة أيام عن عملها، الذي تقول إنه عمل بنظام “المياومة”.
وخلال الفترة القليلة الماضية تعرضت عائلتها للإصابة بمتحور “دلتا”، الأمر الذي دفعها إلى عزل نفسها تماما عن والديها وإخوتها، كونها وإحدى شقيقاتها لم تصابا، وكانت حريصة كل الحرص أن تبقى في غرفتها واستخدام مرافق البيت من دون مشاركة العائلة، حتى مرت عليها الفترة بسلام ولم تنقطع عن عملها إلا لثلاثة أيام فقط لحين التأكد من عدم التقاطها العدوى.
وفي هذا الوقت، ترى إيناس أن أعدادا كبيرة من المحيطين بها مصابون بالفيروس، وتبقى متخوفة من العدوى، كون متحور أوميكرون سريع الانتشار، وتتمنى أن تبقى بعيدة عن الإصابة حمايةً لها ولباقي أفراد عائلتها وبخاصة والديها كانا قد أُصيبا بأعراض مرضية شديدة خلال إصابتهم الأولى “في متحور “دلتا”.
غير المصاب بات محاصرا وبعيدا عن الاختلاط والمناسبات والتجمعات العائلية وغيرها خوفاً من وجود مصابين حوله، وخاصة فيما تم الإعلان عنه من تطور أوميكرون إلى “أوميكرون المستتر”، حيث النتيجة الإيجابية قد لا تظهر في فحوصات المختبر، ويعتقد المصاب أنه يعاني إنفلونزا موسمية، وقد يساهم ذلك في ازدياد حالات العدوى.
طبيب المجتمع والصحة العامة اختصاصي الوبائيات الدكتور عبدالرحمن المعاني يبين أن “التحصين المُطلق” من العدوى في ظل الظروف الحالية والعادات اليومية في المجتمع “صعب للغاية”، مبرراً ذلك بوجود نسبة كبيرة من الناس لا تراعي الإجراءات الوقائية الصحيحة، عدا عن عودة الحياة إلى طبيعتها بكل التفاصيل سواء في العمل والدراسة والحياة الاجتماعية والأسرية.
ووفق المعاني، فإن التفاوت في التصريحات الرسمية حول تطورات الجائحة، أدى إلى عدم ضبط الأمور على المستوى المطلوب، كما في القرارات خلال الأشهر القليلة الماضية من السماح في إقامة الحفلات والتجمعات الكبيرة التي يمكن اعتبارها سبباً في ظهور متحورات جديدة تنتشر بسرعة كبيرة جدا، حتى تفاقمت الأمور إلى هذا الحد من الارتفاع غير المسبوق في أعداد المصابين.
إلى ذلك، فإن غياب ثقة المواطن بالتوصيات والتحذيرات التي يتم إطلاقها، أدى إلى التراخي في اتباع سُبل الوقاية مجتمعياً، إلى الحد الذي أصبح لا يخلو بيت من وجود أكثر من حالة إصابة في ذات الوقت، والذي انعكس على الأرقام والتي هي في واقع الحال أكثر مما يتم إعلانه.
ويشير المعاني إلى أن توجه الناس إلى التندر والفكاهة فيما يتعلق بـ “كورونا ومتحوراتها”، يجب أن لا يمنعهم من محاولة الالتزام وحماية أنفسهم من الإصابة، أو من أجل حماية أفراد عائلاتهم على الأقل ممن يعانون من أمراض مزمنة قد تزيد من وطأة أعراض كورونا عليهم، كذلك لحماية كبار السن الذين يتأثرون بالأعراض سريعا.
ويشدد المعاني على أهمية الحذر الشديد، كون المرحلة الحالية هي الذروة، وهناك ارتفاع كبير في حالات الإصابة الشديدة والحرجة في إقليمي الوسط والشمال، وفق المعطيات المعلنة، وعلينا المسارعة في الوقاية من خلال الإقبال على اللقاح لكبار السن تحديداً، وممن لم يحصلوا على اي جرعة في السابق.
تحولت المنشورات وأحاديث الجلسات في المجتمع وفي أروقة البيوت وبين الأصدقاء، وباتت تتسم “بالضحك، التندر، التهكم ..”، حيث يحاول الجميع أن يخفف من وطأة الجائحة التي تزداد ذروتها يوماً بعد يوم، وهي حالة تخفف من الآلام والأوجاع حتى في الكوراث الطبيعية أو الحروب والأوضاع الاقتصادية الصعبة، كما يرى أخصائي علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي، مشيراً إلى أن هذه الحالة المنتشرة في مجتمعنا ناتجة عن عدة أسباب أهمها الأعداد المرتفعة ويقابلها نسبة شفاء مرتفعة وسريعة لدى الغالبية العظمى عند المصابين.
لذلك، يعتقد خزاعي أن هذا الأمر غير من طريقة التعامل مع المرض والعزل المنزلي، بعد أن أصبح أغلب دول العالم يرفع القيود عن المجتمع بسبب ضعف الفيروس وتدني مستوى الخطورة، ما ساهم في شيوع حالة من الاطمئنان، وتمرير رسالة أن الرعب بدأ يزول عن المجتمع. ولكن في حقيقة الأمر، يؤكد خزاعي أن أخذ الحيطة والحذر من المهم أن يستمر ليحمي الأشخاص أنفسهم وعائلاتهم وكبار السن من تبعات الإصابة، وينبغي أن يكون الالتزام سلوكا أخلاقيا دائما ويتحول لتكاتف صحي.
وتبقى الفكاهة والدعابة حاجة للتخفيف من الضغوط اليومية التي تمر بها المجتمعات، إذ أن كثيرا من البرامج والأفلام ومقاطع الفيديو ما تزال تتناول تفاصيل “كورونا والحياة” وبطابع كوميدي وساخر، بهدف الحد من التأثير النفسي والاجتماعي على العالم، والسيطرة على الخوف.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع