أعلنها الأردن أمس بوضوح وبصوت خرق صمت العالم حيال ما يحدث من ممارسات اسرائيلية في حيّ الشيخ جرّاح في مدينة القدس المحتلة، عندما أكد في بيان رسمي صدر عن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أن «أوامر الإخلاء والتهجير لأهالي حيّ الشيخ جرّاح في القدس الشرقية المحتلة تُعد خرقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني»، نعم، هو خرق للقانون الدولي ما تقوم به اسرائيل من جرائم تهجير يومية في الشيخ جرّاح، وغيره من مناطق فلسطين المحتلة فليس هناك جرائم أبشع من هدم منزل أمام أعين ساكنيه، أو اجبارهم على تركه لمن ليسوا أصحابه.
بالأمس، من عمّان علا صوت الحق انتصارا للمقدسيين وللفلسطينيين وحقوقهم، عندما دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الممارسات الاستفزازية التصعيدية التي يقوم بها المستوطنون في حيّ الشيخ جرّاح في القدس الشرقية المحتلة، كعادتها عمّان تقف مع الفلسطينيين بشكل عملي، يحرّك ساكن ردات الفعل التي تغيب بشكل كامل عن كل ما يحدث من جرائم في فلسطين وشعبها، وهو الصوت الذي يساند نضال شعب يقف بمواجهة احتلال يجد في الانتهاكات المستمرة نهج حياة.
الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول أكد «أن أوامر الإخلاء والتهجير لأهالي حيّ الشيخ جرّاح في القدس الشرقية المحتلة تُعد خرقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مُشدداً على أن إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية، ملزمة وفق القانون الدولي بحماية حقوق الفلسطينيين في منازلهم»، هو ايجاز قانوني وانساني وسياسي متكامل لكل ما يدور في حي الشيخ جراح، وكذلك في القدس وفلسطين، ايجاز قدّمه الأردن ليكسر حاجز لا مبالاة تسود العالم حيال ما يحدث في القدس وفلسطين، وبايضاحات قانونية واضحة، تضع اسرائيل أمام حقائق عليها الالتزام بها والتقيّد بها، وتضع دول العالم أمام مسؤولية حماية حقوق الفلسطينيين في منازلهم وحياتهم وعيشهم بسلام «إن بقي له حضور»!!!
وعاد متحدث الخارجية ليذكّر «بأن استمرار المُمارسات الإسرائيلية الأحادية من مصادرة الأراضي الفلسطينية، وهدم المنازل، وترحيل الفلسطينيين من بيوتهم ممارساتٌ لا شرعية ولا قانونية تُكرس الاحتلال وتُقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل»، صوت حقّ ينتصر لفلسطين على العالم أن يعي ما يتحدث به الأردن، في شأن غاية في الأهمية، وبات يشكّل ضرروة لمواجهته، فبقاء الحال على ما هي عليه من ممارسات غير قانونية وغير شرعية وسط صمت بل لا مبالاة عالمية، هو تأكيد دولي بأن لا بواكي على السلام، الذي سيصبح إن لم يكن عمليا أصبح «في خبر كان».
وفي حتمية القول، إن ما يحدث في فلسطين وبشكل يومي، وكل ساعة، لا يحتاج لعودة زرقاء اليمامة لتنقله للعالم برؤيتها الثاقبة، فوضوحه تجاوز قوّة بصرها!! ما يحدث واضح للعين والعقل والقلب، واضح بشكل يجعل التحرّك ضرورة وليس ترفا يمكننا من ترحيل الحلول أو تأخير أولويته، هي حال تحتاج عملا على مستوى عالمي لوقف هذه الخروقات غير القانونية وغير الشرعية، فلا يستطيع الأردن وحده المواجهة في ميدان تواصل به اسرائيل انتهاكاتها وتدير ظهرها للقوانين والشرعية الدولية، منتصرا للقدس وفلسطين وداعما لحقوقهم وبشكل عملي.
فلسطين اليوم تئن بكل بقعة بها، وغدا حتما ستصرخ إن لم تجد لها نصيرا، ولن يكون لها طريقة أخرى تعلن بها جدارتها بالحياة وبالعيش بسلام، والأردن رفع صوت الحق عاليا بأن ما يحدث مخالف للقانون الدولي، ومساحات التأمل التي تمارسها غالبية دول العالم اليوم باتت باردة جدا تنافس برودة طقس الشتاء، وبقاء الأردن وفلسطين وحدهما في ميدان المواجهة والنضال سيجعل من القادم سيئا للعالم بأسره، فالسلام اليوم يقف على حافة الهاوية، إذا ما سقط لن تعيده للحياة أي جهود متأخرة!