زاد الاردن الاخباري -
طمأن البروفيسور احمد ملاعبة من كلية الامير حسن للموارد الطبيعية والبيئة بالجامعة الهاشمية الأردنيين طالبا منهم عدم التخوف والقلق واليأس وعدم السماع الى الاشاعات وإلى التفكير بالعمل والإنتاج.
جاء ذلك على هامش هزة أرضية جديدة ضربت محافظة إربد بقوة 4.4 على مقياس ريختر مصدرها جنوب بحيرة طبريا عند الساعة 8:55 مساء أمس الثلاثاء، وشعر بها عدد من سكان محافظة إربد، وببؤرة الزلازل على عمق 5 كم.
وقال ملاعبة: لم يهدأ هاتفي الخلوي ولا هاتف مكتبي ولا غيره من وسائل الاتصال الالكتروني منذ أيام حيث أن الجميع في هاجسه سؤال واحد فقط وهو حقيقة وقوع زلزال مدمر في الأردن خلال هذه الايام – ولقد تجنبت الكتابة في هذا الموضوع لكثرة ما كتب في هذا المجال في الاردن من المختصين وغيرهم.
ولكن مع تزايد المخاوف بين فئات الشعب وانتشارفوبيا الزلزال المدمر اردت ان اوضح وللحقيقة والانصاف ان البعض كتب بواقعية ومهنية علمية عن هذا الموضوع والكتيرين هرفوا مما لا يعرفوا".
وهنا لا بد من التأكيد من أن التنبؤ بحدوث زلزال أمر صعب بل ضرب من الاعجاز رغم كثرة الدراسات والابحاث الجارية منذ قرون في كافة المختبرات العالمية - لكن يبدو ان بعض النظريات والافكار والمشاهدات سادت بين مختلف الشرائح المجتمع من - إن امكانية التنبؤ بحدوث زلزال ممكن الى حد كبير - ولكن دون ان يقدموا اي دليل و قرائن قاطعة والتي تؤكد ان هذا -التبنؤ الحدوثي- امر غير صحيح ويكفي برهانا على ذلك ان الغالبية المطلقة من الزلازل التي حدثت سابقا في العالم لم يمكن التنبؤ بها قبل حدوثها.
ولعله من الجدير ذكره ان الذين اعتمدوا على امكانية حدوث زلزال هو كثرة الزلازل التي تجاوزت الالف زلزال خلال النصف شهر الاخير وذلك استنادا الى ما وضحته الخرائط الزلزالية لمنطقة البحرالابيض المتوسط ونطاق حزام جبال الالب وجبال اليونان وقبرص وكذلك في منطقة شرق اسيا وخصوصا جبال الهمالايا ولكن كانت هذه الزلازل بقوة في اغلب الاحيان متدنية ومعظها بلغت قوته اقل من درجتين على مقياس ريختر وبعضها تجاور 3 الى 4 درجات ولكن لم تسجل زالزال غير اعتيادية في منطقة الانهدام الغور الاردني لا من حيث القوة أو الكثافة العددية.
صحي أن الاردن يقع فيه انهدامين كبيرين الاول هو انهدام الغور الاردني - وهو جزء من الانهدام العربي الافريقي الممتد من بحيرة فكتوريا في كينيا مرورا بخليج عدن والبحر الاحمر وخليج العقبة ووادي عربة والبحر الميت ونهر الاردن وبحيرة طبريا مرورا بلبنان وسوريا وحتى تركيا- بطول يقارب 7 الاف كيلومتر.
اما الانهدام الثاني هو انهدام وادي السرحان الممتد شمال غرب السعودية ممرورا بامتداد الحد الاردني السعودي ولغاية الازرق فالرمثا ومنها الى جنوب سوريا وحتي لبنان بطول يقارب 400 كيلومتر.
كما يتميز الاردن بوجود عدة فوالق و باتجاهات مختلفة اهمها فالق زرقاء ماعين وسويمة وفالق بيرين وغيرها الكثير-
ولقد تأثر الاردن بعدة تراكيب جيولوجية خلال العصور المختلفة اهمها تركيب طيات القوس العربي السوري والذي يأخد شكل حرف (S) باللغة الانجليزية ويمتد من سيناء باتجاة الجزء الشمالي الشرقي من البحر الميت حيث بدها يظهر على هيئة سلسلة طيات يمكن مشاهدتها في وادي شعيب والحلابات ولغاية جنوب سوريا.
ان كل هذا التعقيد في التراكيب الجيولوجية قد تعطي مؤشرا الى امكانية أو احتمالية حدوث زلزال - ولكن المنطق العلمي يقول انه لايوجد منطقة في العالم آمنه بشكل كامل من حدوث زلزال.
وللتذكير المفيد فلقد كتب البعض قبل 8 سنوات عن ان الاردن سوف يتعرض لحدوث زلزال مدمر خلال اشهر ومضت السنوات ولم يحدث الدمار المتوقع أو المفترض- صحيح ان التحذير واجب وطني ولكن الجزم بهذا الشكل من ان الاردن سيضرب بزلزال قوي خلال ايام وان الآف الخسائر في الأرواح البشرية سوف تحدث - وبالعاصمة عمان تحديدا - يكمن اعتبارة افتراض غير علمي ولا يستند الى حقائق منطقية داعمة.
ويبدو ان البعض استند في اجتهادة في حدوث زلزال مدمر بشكل شبه كامل على قياسات الارتفاع المتزايد لتركيز غاز الرادون الخارج من الشقوق والفواصل واسطح الفوالق على امتداد الانهدام الغوري –رغم قدم الدراسات عمرها اصبح بعضة اكثر من 10 سنوات والدراسات الحديثة تجاوزت أعمارها الثلاثة سنوات – واخرين اعتمدوا على تسجيلات المراصد الزلزاليه المحلية والعربي والعالمية المربوطة بشبكة تسجيل الزلازل التي تغذي التسجيلات للاقمار الصناعية والتي ربما يفيد تسجيل حدوث مثل هذا الكم الكبير من الزلازل في عملية تحرير للطاقة المختزنة والتي تحدث بشكل متسلسل مما يخفف من تخزين قدر كبير هذه الطاقة التي لو بقيت متخزنة لامكنها من ان تتحرر مسببة زلزال مدمر.
ان فكرة احتمالية ان هناك زلزلزال مدمر يضرب الاردن كل مئة عام هي فكرة غير صحيحة مطلقا حيث أن اكبر زلزال تعرضت له منطقتنا في التاريخ الحديث “جدا” كان صبيحة يوم الإثنين 11 تموز 1927 حيث بلغت شدة الزلزال 6.2 درجة على مقياس ريختر و تم تحديد مركزه لاحقاً قرب جسر داميا في الغور الأردني على بعد حوالي 25 كيلومتراً شرق نابلس. ولم يحدث زلزلا مشابها قبل هذا الزلزال بمئات لااعوام عدا زلزال صفد عام ١٨٣٧م.
المطلوب هو ان يتحدث اهل الاختصاص في هذا الموضوع والقيام بعمليات تحذير ونشر الوعي الكافي بين المواطنين بكافة الوسائل الاعلامية مع اخذ الحيطة والحذر والاستعداد لمثل هذه الحالات من خلال الجهات المختصة بادرارة الازمات وذلك عن طريق ارشاد المواطنين لكيفية التعامل مع ادارة الازمة بشكل متكامل بالتحضيرات قبل وبعد حدوثها عن طريق التمرين والتدريب اضافة الى الجهات المختصة وتشكيل الفرق تطوعية من كافة الفئات الجهات الرسمية والشعبية وخصوصا طلبة الجامعات والمؤسسات الاخرى.
وفي النهاية ادعوا لمواطنين عدم التخوف والقلق واليأس وعدم السماع الى الاشاعات والى التفكير بالعمل والانتاج.