زاد الاردن الاخباري -
حذر عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات «كورونا» ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي من أن اصابات فيروس كورونا، ستتصاعد في حال ألغيت كافة اجراءات الوقاية الاحترازية الأساسية.
وقال في تصريح انه «إذا مضت الحكومة قدماً في خطط لإلغاء كافة اجراءات الوقاية الاحترازية الاساسية، فإن الحالات ستتصاعد، إذا ما علمنا أن 40% من السكان بالمملكة فقط مَن تلقوا جرعتي اللقاح، وحوالي 4.5% تلقوا الجرعة المعززة، بالاضافة الى انخفاض فعالية اللقاحات بشكل كبير مع المتحورات الجديدة».
واوضح: لا نستطيع نسخ الاجراءات التي تقوم بها بعض الدول الاوروبية وبريطانيا وأميركا، وتطبيقها في المملكة، فنسبة التلقيح الاساسي مختلفة، وحتى نسبة من تلقوا الجرعة المعززة مختلفة، إذ ان نسب الجرعة المعززة في بريطانيا 53.4%، وفي المانيا 46.71% وايطاليا 44.29%، وأميركا 23.96%, والسعودية 14.68%.
واعتبر ان من الناحية العملية والاقتصادية، يمكننا تخفيف بعض القيود على بعض القطاعات ذات الاختطار المنخفض، أو تخفيفها على الاشخاص المحصنين بجرعتين أو ثلاثة، الا أن تعمية أنفسنا بإزالة الفحوصات (والتي تُعمل بشكل عشوائي منهجي لجغرافيا الدولة، وأيضاً بشكل موجّه عند بعض القطاعات الصحية والتعليمية)، وإزالة العزل المنزلي للمصابين سيحرمنا من أهم الوسائل الأساسية للسيطرة على انتشار الفيروس، لكن بالوقت ذاته مع التخفيف من الفحوصات التي تجريها وزارة الصحة لتقليل التكاليف المادية.
وعن فكرة التعايش مع الفيروس، اعتبر بلعاوي بأنها جيدة، ولكن هناك طرقاً مختلفة للتعايش معها، من مجرد إغلاق أعيننا والتظاهر بعدم حدوث خسائر في الارواح ومشاكل طويلة الأمد، لذلك يمكن أن تكون رسالة الحكومة مضلِّلة ومزدوجة اذا لم تخرج بطريقة علمية ومحكمة.
ولفت الى أن إزالة الاجراءات الاساسية يمكن أن يؤدي إلى «الرضا العام الخاطئ» عن مخاطر كورونا، وإلى شعور الناس بأنهم مجبرون (من أصحاب العمل) أو لديهم البطاقة الخضراء (بسبب تراخي الاجراءات) على العودة إلى مكان العمل، بالرغم من أنهم لا يزالون مُعديين، فمن المهم التذكير أن تشجيع الناس على دفع أنفسهم للعودة إلى ممارسة أنشطتهم الكاملة في أقرب وقت ممكن قد يزيد من إطالة أمد تعافيهم.
كما ركز على مشكلتنا ليست مع الأشخاص الذين يتبعون الإرشادات لتحمل المسؤولية (الاستمرار في ارتداء الكمامات واتخاذ الاحتياطات من خلال استخدام الفحوصات السريعة)، إنما مع من هم أكثر مقاومة لتلقي اللقاحات او اتباع اجراءات الوقاية، فتخفيف الاجراءات الرئيسة يشير إلى أنه يمكنهم الشعور بالحرية في التعامل مع الفيروس بجدية أقل.
وشدد بلعاوي على ان تخفيف الاجراءات غير المستند الى «دراسات وبراهين وطنية»، سيترك تلاميذ المدارس غير الملقحين والمرضى والضعفاء وكبار السن في خطر، ويؤدي إلى إصابة المزيد من الأشخاص بمتلازمة ما بعد كورونا، حيث من المهم الابقاء على الاجراءات الاساسية للتعامل مع الفيروس، وضمان قدرة منظومتنا الصحية على توفير رعاية عالية الجودة لكل من يحتاجها، من خلال إدارة المخاطر على الخدمات التي نقدمها، والموظفين الذين يقدمون هذه الخدمات، والمرضى الذين نقوم برعايتهم.
وبالحديث عن انكسار الجائحة، أكد انه كما تم التوقع فان الجائحة إلى انكسار خلال هذا العام، لكن ستبقى هناك جيوب وبائية في الدول التي لم يتلق مواطنوها جرعات لقاح بنسبة عالية، مؤكداً ان الفيروس لم يختف وسيظهر موسمياً، وكما رأينا مع الموجة المفاجئة لأوميكرون وأوميكرون الخفي BA.2، فهناك خطر كبير من خروج المزيد من المتحورات في عالم يُعتبر كقرية واحدة وفيه قارات لم تلقح إلا 10% من سكانها.
وبالنسبة للمتحور «أوميكرون»، أشار بلعاوي الى دراسة حديثة نُشرت في جنوب افريقيا، تفيد بأن الأشخاص غير الملقحين الذين أصيبوا بمتحور أوميكرون، يكتسبون مناعة ضد هذا المتحور فقط، بينما يكتسب الأشخاص الذين تم تطعيمهم وأيضاً أصيبوا بأوميكرون مناعةً ضد هذا المتحور وغيره، ومِن الاعتقادات الخاطئة أن الإصابة بمتحور أوميكرون هو بمثابة «اللقاح الرباني»، وهذا ما جعل الناس تعزف عن أخذ اللقاحات.