حسن محمد الزبن - أن يفاجأ المرء بنظرات غريبة حوله، أو اتصالات من أصدقاء ومعارف، بفضول المعرفة، أو من باب الحب والمعزة، أو الاستنكار والاستهجان، لأمر أو حدث لا يعلمه الشخص عن نفسه، أو دبر له، أو تم دبلجته، وهو في زحمة عمله، وأمور بيته، وكما يقولون "يا غافل إلك الله".
هذا ما حدث مع الإعلامية ناديا الزعبي، التي استمعت لتصريحها، عما حدث معها بخصوص فيديو تم تداوله وتعرض لها بالخدش لسمعتها وصورتها أمام العائلة والمجتمع، وبفعل دبر بخفاء ومن مجهول، ويسجل لها جرأتها بمناقشة الأمر مع عائلتها وطرح الحادثة على الناس عموما، رغم ما نال شخصيتها من جرح، ومشاعر مؤلمة، لكنها كانت من الوعي لتكون أقوى من الإساءة والتشويه، وأعلنت أنها تأبى الانكسار، وستمضي في أداء رسالتها الإعلامية، وكمواطنة وإعلامية ستضع الأمر أمام القانون والقضاء لانصافها، ومحاسبة وتعرية من أقدم على هذا الفعل اللاأخلاقي.
ومن خلال رسالتها بالصوت والصورة أطلقت مبادرة " مش رح تكسرني"، لتصل كل فضاء الوطن، لأنه في واقع الحال الأمر لا يقع عليها وحدها، فالمرأة معرضة للتشويه من أصحاب الأفكار الرخيصة، وهي مهددة والأكثر عرضة للامتهان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتكون في الأغلب هدفا للإيقاع بها كضحية في عالم الجريمة والعنف السيبراني.
والموضوع ليس موضوعها وحدها، أنه يمس المرأة في مجتمعنا بشكل عام، الأم والأخت والزوجة والبنت والعمة والخالة والجارة، ويترتب عليه نظرة قاسية، وإدانة قبل انكشاف الحقيقة، ويلحق بالعائلة والأهل آثار سلبية، وتشويه للسمعة تطال الضحية والمجتمع.
وإذا كان هذا النوع من الجرائم يمارس بسهولة عبر أدوات ووسائل العالم الافتراضي، واحتمال الصعوبة في التعقب والملاحقة القانونية، خاصة إذا كان الجاني ممن يحترف الاختراق والانتحال والابتزاز، بغرض تشويه السمعة أو الانتقام، أو الاحتيال، أو سرقة معلومات الشخصية المستهدفة، في ظل غياب الإحكام المغلق على هذه التقنيات الحديثة، وفقدان الوصاية الشاملة، وضبط رقابتها لاتساع حدودها، والكم المتدفق عبرها.
من المؤسف أن تقع المرأة ضحية هذا النمط من الانحدار في الطعن بعرضها وشرفها وتشويه سمعتها، دون أي اعتبار لعظمة الشرف ومكانة المرأة في المعتقد الديني، والعرف، والأخلاق والقيم في المجتمع.
نأمل أن ينصف التقصي والتحري في وحدة الجرائم الالكترونية الأردنية كما هو عهدنا بها، وبأداء الخبراء فيها، في الوصول لحل هذه الحالة التي تشابهها حالات كثيرة غير معلنة خوفا من الفضيحة ونظرة المجتمع، وأن ينصفها القضاء الذي لجأت إليه بشجاعة، وهي بشجاعتها تمثل المرأة الأردنية الشريفة العفيفة، والتي تخوض معركة الحياة إلى جانب الرجل في العمل بمختلف القطاعات، ونراهن على أنها امرأة حرة وأخت رجال.
ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل،،