زاد الاردن الاخباري -
حذرت روسيا في ردها على رسالة الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية بشأن ازمة اوكرانيا من أن فشل الاخيرة في تلبية مطالب موسكو سيدفعها إلى الرد "بما في ذلك عن طريق اتخاذ إجراءات ذات الطابع العسكري التقني".
ونشرت وزارة الخارجية الروسية ردها الذي قالت أنها سلمته للسفير الأمريكي لدىها جون ساليفان، الذي زار الخميس مقر الوزارة لتلقي الوثيقة.
وجاء في نص الرد الذي نشر موقع تلفزيون روسيا اليوم:
"نؤكد على أن الجانب الأمريكي لم يقدم ردا بناء على المكونات الأساسية لمشروع الاتفاق مع الولايات المتحدة، الذي أعده الطرف الروسي، بشأن الضمانات الأمنية".
"يدور الحديث عن التخلي عن استمرار توسع الناتو، وسحب ما يسمى بصيغة بوخاريست، التي تقول إن أوكرانيا وجورجيا ستصبحان عضوين في الناتو، وعدم إنشاء قواعد عسكرية في أراضي الدول التي كانت تدخل سابقا ضمن الاتحاد السوفييتي... هذه البنود لها أهمية أساسية بالنسبة إلى الاتحاد الروسي".
"تثير الأنشطة العسكرية المتصاعدة للولايات المتحدة والغرب بالقرب المباشر من الحدود الروسية قلقا لا سيما في الوقت الذي يستمر فيه تجاهل خطوطنا الحمراء ومصالحنا الجذرية في مجال الأمن وكذلك الحق السيادي لروسيا في حمايتها".
"المطالب الموجهة بشكل الإنذارات بسحب القوات من مناطق معينة داخل الأراضي الروسية والتي ترافقها التهديديات بتشديد العقوبات غير مقبولة وتقوض آفاق التوصل إلى اتفاقات حقيقية".
"ستكون روسيا، في ظروف عدم استعداد الولايات المتحدة وحلفائها للتفاوض من أجل الاتفاق حول ضمانات صارمة وملزمة قانونيا لأمننا، مجبرة إلى الرد، بما في ذلك عن طريق اتخاذ إجراءات ذات الطابع العسكري التقني".
"لا يجري هناك أي غزو روسي لأوكرانيا، الأمر الذي تتحدث عنه الولايات المتحدة مع حلفائها على المستوى الرسمي منذ خريف العام الماضي، ولا خطط لشنه".
"لهذا السبب لا يمكن تقدير المزاعم حول مسؤولية روسيا عن التصعيد إلا باعتبارها محاولة لممارسة الضغط وإزالة القيمة من مقترح روسيا حول الضمانات الأمنية".
"من بالغ الأهمية لخفض التصعيد حول أوكرانيا تنفيذ مجموعة من الخطوات التالية وهي إجبار السلطات في كييف على تطبيق مجموعة إجراءات مينسك (لتسوية الأزمة الأوكرانية) ووقف توريدات الأسلحة إلى أوكرانيا وسحب كل المستشارين والمدربين الغربيين من البلاد وتخلي دول الناتو عن أي تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات المسلحة الأوكرانية وسحب كل الأسلحة التي تم توريدها سابقا لكييف إلى خارج الأراضي الأوكرانية".
ودعت روسيا في ردها "الولايات المتحدة والناتو إلى العودة لتنفيذ الالتزامات الدولية في مجال ضمان السلام والأمن".
"ننتظر من أعضاء الحلف مقترحات ملموسة حول الفحوى والصيغ للتثبيت القانوني لتخلي الناتو عن مواصلة التوسع شرقا".
"وفي الوقت نفسه نلفت من جديد انتباه الطرف الأمريكي إلى أن روسيا اقترحت في الوثيقتين المعروضتين (حول الاتفاقين مع الولايات المتحدة والناتو) بشأن الضمانات الأمنية سلك سبيل التسوية الشاملة طويلة الأمد للأوضاع غير المقبولة، التي يستمر تشكلها في المنطقة الأوروبية الأطلسية".
"يدور الحديث قبل كل شيء عن إنشاء أساس مستقر لهيكل الأمن بشكل اتفاق ينص على تخلي الناتو عن اتخاذ أي إجراءات لاحقة تضر أمن روسيا. هذا الأمر لا يزال ضرورة مطلقة ثابتة بالنسبة إلينا".
"في ظروف غياب مثل هذه القاعدة المتينة لن تكون الإجراءات المترابطة للسيطرة على الأسلحة وخفض المخاطر العسكرية، التي تضمن ضبط النفس والقابلة للتنبؤ في الأنشطة العسكرية في اتجاهات منفردة، ثابتة على المدى الطويل حتى في حال التمكن من التوصل إليها".
خطر الحرب "مرتفع جدا"
وفي وقت سابق الخميس، قال الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس إن خطر اجتياح روسي لأوكرانيا "مرتفع جدا" وأنه ليس لديه أي خطط لمحادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وفي حديثه إلى الصحفيين أثناء مغادرته البيت الأبيض، قال بايدن إن "كل مؤشر لدينا هو أنهم مستعدون للذهاب إلى أوكرانيا ومهاجمتها".
ولدى سؤاله عن مدى خطورة الغزو الروسي في الوقت الحالي، قال بايدن "إنه مرتفع للغاية" وأضاف: "إحساسي أن هذا سيحدث في الأيام القليلة المقبلة".
وقال بايدن إن روسيا لم تقم بإبعاد قواتها عن الحدود الأوكرانية وإن الولايات المتحدة لديها سبب للاعتقاد بأنها منخرطة في عملية كاذبة ستستخدمها موسكو لتبرير الغزو.
لكن بايدن قال إن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا، ولهذا السبب طلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذهاب إلى الأمم المتحدة للإدلاء ببيان الخميس.
وجاءت تصريحات بايدن بعد وقت قصير من تبادل أوكرانيا والانفصاليين الموالين لروسيا إطلاق النار عبر خط المواجهة الذي يفصل بينهم، فيما وصفه مسؤولون غربيون بأنه ذريعة محتملة ابتكرتها موسكو للغزو.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن روسيا تصطنع أحداثا درامية لتبرير غزوها لأوكرانيا، بينما لا يوجد أي سبب حقيقي يجعلها تقوم بذلك.
وخلال مؤتمر صحفي الخميس، كشف أوستن أن المسار الدبلوماسي ما يزال صعبا "لكنه يستحق العناء" على حد وصفه.
وقال أوستن في الصدد: "هناك مساحة لنجاح الدبلوماسية بشأن أزمة أوكرانيا"
وأوضح في سياق حديثه أن التقارير بشأن عمليات قصف شرق أوكرانيا مثيرة للقلق، مشيرا إلى أن واشنطن تشارك حلفاءها المعلومات حول طبيعة التهديد الروسي.