السلاح والمخدرات، لا نبالغ إذا ما قلنا أنهما شكل من أشكال حرب تشن على المملكة، يُراد بها ما هو أكبر من الأذى لأمن وسلامة الوطن، ويبدو واضحا أن حجم المخدرات التي يتم ضبطها بشكل مستمر يؤشّر إلى أن الأردن يتعرض لما يضرّه ويعبث في سلامة مواطنيه وأمن أراضيه، الأمر الذي يجعلنا جميعا ندرك خطورة ما يحدث وندعم كل ما من شأنه محاربة مصادر الخطر.
تقوم القوات المسلحة بالتصدي لمحاولات تهريب المخدرات إلى المملكة، حيث أدى تطبيق قواعد الاشتباك المعمول بها حديثا إلى مقتل 29 شخصا من المهربين منذ مطلع العام الحالي، كما تم ضبط خلال هذه الفترة نحو 16 مليون حبة مخدرة و17348 كف حشيش، وفي هذه الأرقام اشارات واضحة لخطورة هذا الواقع وضرورة التنبّه إلى أن الأردن يواجه خطرا لا يستهان به وتتم مواجهته من قبل أبطال الجيش ومنع وصوله لأي جزء من أجزاء الوطن.
وفي رسالة واضحة وحازمة طلب جلالة الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال زيارته واجهة المنطقة العسكرية الشرقية، من حرس الحدود أن يواجهوا أي خطر يستهدف الوطن والمواطن «بالعين الحمرا» هي رسالة ليس فقط للقوات المسلحة، إنما هي رسالة واضحة مليئة بالحزم لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن وسلامة المواطنين، ورسالة من جلالته واضحة أيضا أنه يثق وكل الأردنيين بدور حرس الحدود في حماية حدود الوطن.
في كلمة «العين الحمرا» وهو تعبير رمزي تضمنته اللغة العربية «المُحكاة» للتأكيد على أن الرد سيكون قاسيا لكل من يفكّر بارتكاب خطأ أو حتى شكل من أشكاله، ليؤكد عليه جلالة الملك في حديثه مع حرس الحدود، بأن الرد سيكون قاسيا وحازما لكل من يجرؤ على المساس بتجاوز حدود الوطن «جغرافيا» مستهدفا أمنه وأمن ترابه، هي رسالة ملكية غاية في الأهمية بأن الأردن عصيّ على كل من يفكّر بزعزعة أمنه وتجاوز حدوده وحسم ملكي بضرورة التعامل بقوة وحزم لمنع محاولات التسلل والتهريب بهدف حماية مجتمعنا وشبابنا.
جلالة الملك الذي يفخر بنشامى حرس الحدود، واعتزازه الكبير بجهودهم وتضحياتهم، بخاصة في التصدي لمحاولات التسلل والتهريب، «يعرب عن اطمئنانه وثقته بقدرات منتسبي القوات المسلحة على حماية الحدود، ليبقوا كما كانوا على العهد دوما، وفي أحلك الظروف التي مرت بها المملكة»، وهم اليوم مستمرون بدعم ملكي وثقة في معركتهم ضد حرب تستهدف الوطن عنوانها التهريب والتسلل وبث سموم المخدرات بين المواطنين، لكن واقع الحال يؤكد أن الأردن عصيّ على كل من تسوّل له نفسه المساس به وبأمنه.
لن يتمكن أي عدو من سرقة الحياة الآمنة من أيّ منّا في وطن أول جنوده الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، لن يتمكن من يجعلنا نعيش لحظات مهددة بأي عمل يستهدف سلامة الوطن وأمنه، وحرس الحدود تدعمه ثقة الملك بأن الوطن والمواطن في أمان «بهمّتهم»، والقائد الأعلى يؤكد أن تكون المواجهة والرد بالعين الحمرا.