زاد الاردن الاخباري -
نواجه – نحن البشر- التوتر في حياتنا على اختلاف خصوصيّاتنا، وفق مستويات متفاوتة، ممّا يجعل أثره مختلفاً علينا بحسب الظروف. فعند مواجهة حالة من الخوف، يقودنا التوتر إلى التصرّف بشكل يسمح لنا بتجنّب الأذى.
لكنّ التوتر يكون محموداً إذا كان موقّتاً؛ فإذا استمرّ وطال وقته تحوّل إلى حالة سلبيّة، وأصبحت له تداعيات مختلفة، ويُمكن أن تكون خطيرة بالنسبة إلى الصحّة النفسيّة والجسديّة؛ فالدراسات أظهرت أن الإجهاد المزمن يُمكن أن يكون المسبّب الرئيسيّ لأمراض القلب.
ما هو التوتر؟
التوتر عبارة عن استجابة الجسم للتحدّيات بسبب عامل نفسيّ أو جسديّ، باعتباره يُهدّد بأذى أو خطر.
في الواقع، التوتر عبارة عن أيّ تغيير يجب التأقلم معه، بحسب Healthline.
في أغلب الأحيان، ننظر إلى التوتر من زاوية سلبيّة، بالرغم من أن التوتر لا يُعتبر في الوقع سيّئاً دوماً، إذ يُمكننا الإشارة إلى توتر إيجابيّ يُساهم في دفعنا إلى مواجهة التحدّيات للتقدّم وتحقيق النجاح.
في السياق، يُمكن الإشارة إلى نوعين من التوتر: التوتر المزمن والتوتر الحادّ.
التوتر الحادّ:
التوتر الحادّ يحصل على المدى القصير، ويسهل تحديده، ويمكن مواجهته في الظروف الآتية:
- أثناء إجراء مقابلة للعمل
- عند إلقاء خطاب أو التحدّث أمام مجموعة
- عند زيارة طبيب الأسنان
-عند الوقوع في زحمة سير أثناء التوجّه إلى العمل
- أثناء قيادة السيّارة ومواجهة خطر الاصطدام.
عند مواجهة حالة من هذا النوع، يتعامل الجسم مع التغيير المطلوب بالشكل المناسب، ثمّ يعود إلى حالته الطبيعية.
التوتر المزمن:
تتمّ المعاناة من التوتر المزمن عند مواجهة تحدٍّ لا تُعرف له نهاية، حين يبقى الجسم في حالة من الجهوزية الدائمة والإجهاد لمواجهة الخطر المستمرّ، الذي يُمكن مواجهته في أيّ وقت كان؛ علماً بأنّ التطوّر المزمن لا يُعطي للجسم فرصة للتعافي والعودة إلى حالته الطبيعيّة.
عند التعامل مع هذا النوع من التوتر، يكون النَفَس سريعاً، وكذلك دقّات القلب، فيما تكون العضلات مشدودة، ويتوقّف عمل الجهاز الهضميّ بالشكل الطبيعيّ، ويكون جهاز المناعة أقلّ فاعليّة في مثل هذه الحالة.
ثمّة أسباب عديدة يُمكن أن تؤدّي إلى التوتر المزمن:
- مواجهة المرض المزمن
- مواجهة الضغوط المالية والمعيشية
- اضطرابات العلاقة الزوجية أو المشكلات العائلية
- رعاية فرد من العائلة
- الضغوط الناجمة عن ظروف العمل
- التعرّض إلى التمييز العنصريّ.
كيف يؤثر التوتر في الجسم؟
الاستجابة للتوتر تبدأ من الدّماغ بمجرّد مواجهة خطر ما أو تهديد. وفي مثل هذه الحالة، يحصل تغييران أساسيّان في الجسم:
-الكورتيزول: عند مواجهة خطر أو تهديد يُنتج الدماغ الكورتيزول بمعدّلات أعلى، وهو ما يُعرف بهرمون التوتر. ومن الوظائف الأساسيّة للكورتيزول زيادة معدّلات الطاقة للتعامل مع ظرف مسبّب للتوتر؛ يحصل ذلك من خلال المساهمة بنقل السكّر المخزّن في الكبد إلى الدم حيث يستخدم السكّر كمصدر للطاقة.
-الـEpinephrine والـnorepinephrine: من المؤشّرات التي تحصل أيضاً في الدماغ إنتاج هذين الهرمونين لتحضير الجسم للتعامل مع ظرف مسبّب للتوتر؛ وذلك من خلال:
- تسارع دقّات القلب وزيادة ضغط الدم
- التسارع في معدّل التنفس
- زيادة تدفّق الدم إلى العضلات
- تراجع على مستوى عملية الهضم
- تعزيز مستويات الطاقة.
كيف يؤثر التوتر في القلب؟
عندما يصبح التوتر مزمناً، يمكن أن تكون له أثار سلبيّة خطيرة على الجسم. تناولت دراسات عديدة أثر التوتر المزمن على القلب. وفي دراسة أجريت في العام 2021 في 21 دولة تبيّن أن التوتر المزمن يؤدّي إلى:
- أمراض في القلب والشرايين
- مرض القلب التاجي
- السكتة القلبية أو الدماغية
- الوفاة.
وكانت دراسة سابقة في العام 2018 قد أظهرت أنّ التوتر يعتبر عاملَ خطر يؤدي إلى ضغف عضلة القلب. وفي دراسة أجريت في العام 2021، تبيّن أنّ مواجهة أحداث كبرى مسبّبة للتوتر، والتعرّض للتوتر المزمن بشكل يوميّ، من الأمور التي يُمكن أن تُشكّل خطراً على صحّة القلب والشرايين؛ وذلك سواء أكان التوتر ناجماً عن ضغوط العمل أو عن العزلة الاجتماعية أو عن ضغوطات معيّنة أثناء الطفولة أو عن الإجهاد المستمرّ الذي لا سبب واضحاً له.
يُضاف إلى ذلك أن التوتر قد يسبّب مشكلات أخرى غير تلك التي تصيب القلب، ومنها:
- ارتفاع ضغط الدم عندما يزيد الضغط على جدار #الأوعية الدموية، فيما يُمكن أن يؤثر ذلك أيضاً على صحّة القلب والأوعية الدموية
- السكّري
- السلوكيّات الخاصّة بأسلوب العيش، في وقت تبرز سلوكيّات مقابلة وترتبط بأسلوب العيش، وتؤثّر إيجاباً على صحّة القلب كممارسة الرياضة والحفاظ على وزن صحيّ واتباع نظام غذائيّ صحيّ.
لكن التوتر قد يؤدّي إلى اعتماد سلوكيّات معاكسة، تؤثر سلباً كالتدخين والإفراط في الأكل والحدّ من ممارسة الرياضة وعدم التقيّد بالعلاجات الخاصّة بالقلب.