زاد الاردن الاخباري -
كشفت اوكرانيا عن خطة لاجلاء جميع سكان العاصمة كييف في حال وصول غزو روسي محتمل اليها، فيما يعقد وزيرا الخارجية الاميركي والروسي لقاء جديدا خلال ايام لنزع فتيل أزمة تهدد بنشوب حرب على نطاق القارة الاوروبية.
وقال رومان تكاتشوك، مدير إدارة الأمن في العاصمة الأوكرانية كييف، إنه سيتم إجلاء جميع السكان من كييف إذا وصلت "الأعمال القتالية" إلى اليها في حال وقوع الحرب.
واوضح تكاتشوك "في حالة وقوع أعمال قتالية، سيتم الإجلاء، ولن يبقى في المدينة سوى عمال البنية التحتية المهمين والقوات المسلحة الأوكرانية"، مضيفا ان أولئك الذين لا يريدون المغادرة سيبقون في كييف.
وجاءت تصريحات المسؤول الاوكراني فيما تتحدث الدول الغربية عن أن روسيا تستعد لاستفزازات في أوكرانيا لتبرير الغزو، على الرغم من اعلان موسكو عودة القوات الروسية إلى أماكن انتشارها بعد تدريبات اجرتها على الحدود مع اوكرانيا.
لقاء بلينكن ولافروف
وفي الغضون، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، قد يعقد لقاء مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في نهاية الأسبوع القادم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية نيد برايس في بيان ان بلينكن اقترح في كلمة امام مجلس الأمن إجراء لقاء مع لافروف في أوروبا في الأسبوع القادم "إذ نرى أن الأسلوب المسؤول الوحيد لتسوية هذه الأزمة هو الدبلوماسية والحوار".
واضاف بيان برايس انه "ردا على ذلك اقترح الجانب الروسي إجراء اللقاء في نهاية الأسبوع القادم، ونقبل هذا الموعد، بشرط عدم هجوم روسيا على أوكرانيا"
واكد البيان ان واشنطن ستواصل التنسيق مع حلفائها وشركائها "والسعي لمزيد من التعاون مع روسيا عبر مجلس "روسيا-الناتو" ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وأكد أن تصعيد الوضع حول أوكرانيا سيظهر غياب أي نوايا جدية لإجراء عمل دبلوماسي.
بايدن يقطع رحلته إلى أوهايو
وفي سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه بحاجة إلى الإسراع بالعودة إلى واشنطن من رحلته إلى أوهايو، موضحا سبب ذلك بـ "حدوث أشياء صغيرة في أوروبا".
وقال بايدن خلال خطاب ألقاه في دعم مبادرات البنية التحتية الخاصة به في مدينة لورين بولاية أوهايو: "أبلغوني أن الوقت قد حان للمغادرة.. لم أكن أخطط للمغادرة قريبا..هناك شيء بسيط يحدث في أوروبا الآن".
وقال الرئيس الأمريكي في وقت سابق الخميس، ان بلاده لديها سبب للاعتقاد أن "الروس منخرطون في عملية رفع راية كاذبة ليكون لديهم عذر للدخول إلى أوكرانيا".
ولدى سؤاله عن مدى خطورة الغزو الروسي في الوقت الحالي، قال بايدن "إنه مرتفع للغاية" وأضاف: "إحساسي أن هذا سيحدث في الأيام القليلة المقبلة".
وعلى صعيدها، حذرت روسيا الخميس، في ردها على رسالة واشنطن بشأن الضمانات الأمنية بشأن ازمة اوكرانيا من أن فشل الاخيرة في تلبية مطالب موسكو سيدفعها للرد "بما في ذلك عن طريق اتخاذ إجراءات ذات الطابع العسكري التقني".
بدوره قال مسؤول في البيت الأبيض: "الرئيس بايدن سيتحدث مع قادة الدول عبر الأطلسي في مكالمة هاتفية بعد ظهر غد حول حشد القوات العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا والجهود المستمرة لمتابعة الردع والدبلوماسية".
من جهته قال مكتب رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إنه سيشارك الجمعة في اجتماع ينظمه الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رؤساء دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لمناقشة الوضع حول أوكرانيا.
وقال موقع رئيس الوزراء الكندي على الإنترنت في بيان: "رئيس الوزراء سيحضر اجتماعا ينظمه الرئيس الأمريكي جو بايدن مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا ورومانيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، لمناقشة موضوع أوكرانيا".
خرق لوقف إطلاق النار
وجاء ارتفاع حدة التوتر الخميس، بعد تبادل لإطلاق النار بين القوات الأوكرانية والمتمردين المدعومين من روسيا شرق البلاد.
وليست مثل هذه الخروقات لوقف إطلاق النار المستمر منذ سنوات نادرة الحدوث، لكن كل جانب ألقى باللوم في أعمال العنف يوم الخميس على الآخر.
واتهم المسؤولون الأوكرانيون الانفصاليين المدعومين من روسيا بقصف حضانة في بلدة ستانيستيا لوهانسكا، محطمين جدارا في غرفة مخصصة للموسيقى، وإصابة ثلاثة أشخاص، لكن لم يصب أي من الأطفال بسوء.
في غضون ذلك، قال المتمردون المدعومون من روسيا إن القوات الأوكرانية قصفت عددا من المواقع الخاضعة لسيطرتهم واتهموها بتصعيد الصراع.
كما أن هناك أيضا ادعاءات متضاربة حول حشد القوات الروسية على طول الحدود الأوكرانية.
وقالت روسيا إنه بعد أن انتهت التدريبات العسكرية فإن بعض قواتها تعود الآن إلى قواعدها. وقد نشرت مقطع فيديو زعمت أنه يُظهر الدبابات وهي تستقل القطارات كدليل.
لكن مسؤولين أمريكيين وغربيين آخرين قالوا إن آلاف الجنود الآخرين يصلون الآن الى الحدود ويصرون على عدم وجود دليل على أي انسحاب كبير للقوات الروسية. ويقولون إن هذا الادعاء مدعوم ليس فقط بمعلومات استخباراتيه، ولكن ايضا من خلال صور الأقمار الصناعية المتاحة على نطاق واسع.
وتظهر الصور التي التقطتها شركة ماكسار تكنولوجيز التجارية ومقرها الولايات المتحدة هذا الأسبوع، أن أوكرانيا لا تزال محاصرة من ثلاث جهات. لكن الصور لا تثبت بشكل قاطع أن روسيا على وشك تنفيذ الغزو.