إن ما يمر به هذا الوطن الشاب ، ليعجز العقل عن ادراكه ...! فالأردن في أذهان كل شعوب المنطقة هو بمثابة الفتى اللائق لخوض غمار الحياة بمغامراتها دون نكوص ، والأردن في مفهوم الغرب بمثابة الدولة الشابة الجميلة التي تفتن بخيلائها عقول المراقبين ...! فهي تتمتع بالإسم والسمعة ومواصفات الحضور بين الأقطار وهي بالمحصلة جذابة لكل من يقترب من مضامينها ! فنسبة الشباب في ديمغرافيا الشعب هي ثمانية وستون ! ونسبة العلم والمعرفة والشهادات الجامعية بالنسبة لدول المنطقة وبالتحديد دول الطوق الثالث ! هي اعلى نسبة بالخريجين ! ونسبة حضور مواقع السياحة التي تجذب الأنظار وتلفت انتباه العالم لعضلات البلد الفتى وأبهته فاقت التصورات لدرجة أن أحد العلماء في الآثار قال في الأردن « أن البترا وحدها لو وهبها التاريخ لدولة مثل المانيا لاستغنت عن صناعتها .
إن دولة شابة تسمى الأردن تمتلك مقومات الصحوة والوقوف الدائمين للبناء والإستعراض والإستثمار ، وفيها من الطوابير الشابة الخريجة علما ومعرفة لكفيلة أن تنضج وبتميز على رؤوس أشهاد المرحلة الإقتصادية في دول المنطقة وغيرها .
فلماذا البؤس في الخبز والماء والوظيفة والقوانين ؟
ولماذا البؤس ولماذا الشكوى؟ والبلد الفتي فيه الطاقة البشرية المؤهلة باللياقة العقلية والجسدية الشابة وفيه من الثروة السياحية ما يغنيه عن تلك الملايين المقزمة؟
كأني أرى الوضع في هذا الوطن الحبيب رغم حسرته ، يتفاعل فيه التشاؤم مع أوكسيد التراجع مختلطا مع نترات الشكوى وحبيبات التذمر، لينتج عنه دمامل صلبة لا ينفسها نطاسي بارع .
وكل دمل يحمل لقبا يرتفع وينتقش على كل لسان .
فما الذي أورثه للوطن أصحاب شعارات ( أردن محدود الموارد ، وأردن فقير ، وأردن مديون ، وأردن مضغوط ) ؟؟؟ أهذا كل ما يهبهم الله لإبداعه؟
أنا أرى العكس تماما ... ولكن حكاية قصر ذيل فيك يا ازعر أخطر وأسوأ ما نقرأه في سحنات كل من يلقي بالجرذام على وجه أجمل الأوطان !