زاد الاردن الاخباري -
علقت ألمانيا الثلاثاء، المصادقة على تشغيل خط غاز "السيل الشمالي-2" مع روسيا بعد اعترافها باستقلال جمهوريتي دونيسك ولوغانسك عن اوكرانيا ، فيما استدعت الاخيرة القائم باعمالها في موسكو، ودعتها الى حوار لحل الأزمة بـ"أي صيغة كانت".
ووقع الرئيس الروسي مساء الاثنين على مرسومين يقضيان باعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا، على خلفية أزمة عسكرية سياسية مستمرة في منطقة دونباس منذ العام 2014.
ووجه الرئيس الروسي، القوات المسلحة في بلاده بضمان السلام في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، اللتين اعترفت موسكو باستقلالهما وعقدت معهما معاهدتين للتعاون المتبادل.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء، أنه طلب من الهيئة الألمانية الناظمة المسؤولة عن المشروع تعليق عملية مراجعته.
واعتبر شولتس ان هذه المسألة "تبدو تقنية، لكنها خطوة إدارية ضرورية تمنع أي مصادقة على خط الأنابيب. ومن دون هذه المصادقة، لا يمكن بدء تشغيل (السيل الشمالي-2)".
واكد ان "هناك عقوبات أخرى أيضا يمكن أن نعتمدها في حال اتخذت إجراءات إضافية. لكن في الوقت الحاضر، يتعلق الأمر باتخاذ خطوة ملموسة للغاية".
وقبل ذلك ذكرت وسائل إعلام أن وزارة الاقتصاد الألمانية أوقفت عملية اعتماد مشروع "السيل الشمالي-2"، الذي هو عبارة عن أنبوبين غاز من روسيا إلى ألمانيا تم مدهما عبر قاع بحر البلطيق.
وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا، خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بشكل ملحوظ بعد إعلان ألمانيا تعليق المصادقة على تشغيل مشروع الغاز "السيل الشمالي-2".
وصعدت العقود الآجلة للغاز في شهر مارس المقبل في مركز TTF في هولندا إلى مستوى 940 دولار لكل ألف متر مكعب، بعد أن كانت عند مستوى 900 دولارا. وبذلك تكون الأسعار قد صعدت بنسبة أكثر من 10%.
و"السيل الشمالي-2" هو مشروع روسي لمد أنبوبي غاز طبيعي يبلغ طول كل منهما 1200 كيلومتر، وبطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويا من الساحل الروسي عبر قاع بحر البلطيق إلى ألمانيا.
وتم الانتهاء من بناء المشروع، الذي تشارك فيه شركة "غازبروم" مع شركات أوروبية، العام الماضي، وإلى الآن كانت تتم مماطلة اعتماد المشروع من الهيئات الأوروبية.
عقوبات ضد موسكو
وفي الغضون، قال مسؤول في المفوضية الأوروبية إنها وضعت مشاريع عدة لفرض عقوبات ضد روسيا وسيتم الاختيار منها وفقا للتطورات في أوكرانيا.
وقال ديدييه ريندرس، المفوض الأوروبي لشؤون العدالة إن شدة العقوبات المخطط لفرضها ستتوقف "على مدى خرق سلامة أوكرانيا الإقليمية وانتهاكات الاتفاقيات السابقة"، مضيفا أن "الوضع يجري تقييمه حاليا".
وأوضح المسؤول أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يفرض ضد موسكو نوعين من العقوبات هما عقوبات فردية واقتصادية إضافة إلى إمكانية قطع روسيا عن الخدمات المالية، لكنه "قرار صعب جدا قد يؤدي إلى قطع العلاقات الاقتصادية بين روسيا وسائر العالم".
وأشار المفوض الأوروبي إلى أن القرار بشأن حجم العقوبات سيتم اتخاذه بعد مناقشة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه من الأهمية تحديد ما إذا كانت هناك فرص للحوار مع موسكو، "على أن يبقى النزاع منحصرا في منطقتي القرم ودونباس كما هو الحال على مدار السنوات الثماني الأخيرة".
دعوة للتفاوض بأي طريقة
الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية الثلاثاء أنها استدعت القائم بالأعمال الأوكراني في موسكو فاسيلي بوكوتيلو للتشاور على خلفية اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وجاء في بيان أصدرته الوزارة أن استدعاء الدبلوماسي تم على خلفية اتخاذ القيادة الروسية "قرارات غير قانونية" بشأن الاعتراف باستقلال "الكيانين اللذين أنشأتهما على الأراضي الأوكرانية المحتلة مؤقتا".
وقال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إنه سيدرس إمكانية قطع العلاقات الدبلوماسية بين كييف وموسكو بسبب اعتراف الأخيرة باستقلال دونيتسك ولوغانسك.
وجدد زيلينسكي دعوة روسيا إلى حل القضية والتوتر شرق أوكرانيا من خلال الحوار بأي صيغة كانت.
وقال "نحن نتفهم جميع المخاطر، ونحث روسيا، وليس للمرة الأولى، على حل هذه المسألة من خلال الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات ونحن مستعدون للجلوس في جميع الأماكن (بأي شكل) (من أجل الحوار).. روسيا تعرف ذلك جيدا.. تلقينا ردا وكان الجواب بالأمس، واليوم نقوله على الملأ.. على أوكرانيا الرد على ذلك، وحماية سيادتها ودولتنا".
وأعرب زيلينسكي عن اعتقاده بأنه "لن تكون هناك حرب ضد أوكرانيا ولن يكون هناك تصعيد واسع النطاق من جانب روسيا وإذا حدث ذلك سنطبق الأحكام العرفية ( قانون في حالة الحرب)".
ولفت إلى أن كييف تدرس قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا على خلفية اعترافها باستقلال جمهوريات دونباس.
روسيا منفتحة
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو تظل منفتحة على الاتصالات الدبلوماسية، مضيفا أنها لا ترغب في قطع العلاقات الدبلوماسية مع كييف.
وأضاف المتحدث باسم الكرملين في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، أن قطع العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا، سيجعل العلاقات بين البلدين وبين الشعبين الروسي والأوكراني أكثر تعقيدا.
واشار بيسكوف إلى أن قرار إرسال قوات روسية إلى جمهوريتي دونباس ولوغانسك سيتم اتخاذه حسب تطور الوضع، وفي حالة توجه ممثلي الجمهوريتين بطلب حول ذلك لموسكو.
جاء ذلك فيما صادق مجلس النواب الروسي في تصويت الثلاثاء، على الاتفاقيات التي وقعها بوتين مع قادة المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، غداة إعلانه الاعتراف باستقلالهما وتوجيهه الأمر بإرسال قوات إليهما.
وأعلن رئيس الدوما، مجلس النواب في البرلمان الروسي، فياتشيسلاف فولودين في بيان أن ”الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وإبرام اتفاقيات الصداقة والتعاون يفترض أن يضعا حدا للنزاع ولمقتل مواطنينا المقيمين هناك“.
وفي وقت سابق الثلاثاء، اعترف زعيم الكرملين باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك اللتين يسيطر عليهما المتمردون منذ العام 2014 في أوكرانيا، ما يمهد الطريق لنشر جزء من القوات الروسية التي تم حشدها عند الحدود مع أوكرانيا وأثارت المخاوف من احتمال غزو روسيا لجارتها.