قرأت تصريحات نُسبت الى وزير العمل، بخصوص تصاريح العمل للأجنبيات، وقرأت ما جرى من تلقف لها، وقذف الرجل بتهم زائفة ساذجة.
قرأت ذلك ولم اصدقه اطلاقا، واستبعدت صدوره كليا، خاصة وانني لا أثق بما ينشر على المنصات التي يَحتمل النشرُ عليها كل شيء.
وعزز وزير العمل نايف استيتية قناعتي حين قال إن التصريح المنسوب له حول موضوع «البارات» عار عن الصحة ومنافٍ للقيم الأردنية و لا يمكن ان يصدر عن أي مسؤول أردني لأنه يسيء إلى أبناء الشعب الأردني كافة.
إن أدنى تحديق في اللغو المنسوب إلى الوزير، يكشف أنه لغو لا يصدر عن شخص في رأسه ذرة عقل.
أنا لا أعرف المحترم وزير العمل، وما اكتبه هنا، ليس دفاعا عنه، فهو في تَبيُّني لم يخطئ ابدا، رأيي هنا هو دفاع عن العقل والحقيقة، وحرص مني متواصل على مقاومة نمط التصديق الرغائبي، والتنمر على المسؤولين، تحت شعار إنهم إذا ذهبوا إلى القضاء واشتكوا، كانوا قساة، غلاظا، يستغلون مواقعهم، عرفيين ضد حرية التعبير، ...
وهو ايضا رفض للسياق الدارج، والانسياق الأعمى وراء الشائعات، التي مقاومتها فرض عين ومسؤولية مشتركة.
هذه الحالة في تقديري Case، تستحق التوقف عندها، لانها تبين إلى أين يمكن أن تتوغل الاشاعة أو سوء الفهم. وأذكر هنا الشهيد المفكر ناهض حتر الذي اتُّهم ظلما بالإساءة إلى نبينا الذي يحبه، مما أدى إلى اغتياله، وإلى إعدام القاتل الذي صدّق ما اشيع عن ناهض على المنصات.
أين التبيّن الذي أمرنا ربُّ العزة أن نزاوله ؟!
أين عقلنا التحليلي ووعينا الشخصي ؟!
لقد انتفض عدد من المواقع والكتاب والإعلاميين والنشطاء، ضد تصريحات تشغيل الأردنيات في البارات، وإحلالهن محل الاجنبيات، وهي تصريحات تمس اعراضنا وشرفنا وديننا، ولما تبينت لهم الحقيقة اعتذروا، و»الاعتذار عند كرام الناس دِيّة»، كما قال الأولون.
ورغم أن الغراب طار أمام أعينهم، فلا يزال رهط منا يكابرون ويجادلون ويصرون على أنها «عنزة ولو طارت» !!
قال تعالى: }إنك لا تهدي من أحببت{.