على مر التاريخ ثبت بالوجه الشرعي أن كَرّاجة الأطفال ( عرباية تعليم مشي الأطفال) هي أجمل مكتب وأشرف منصب ، وأعلى صاحب سلطة في البيت ، فصاحب الكَرّاجة طلباته تُلبّى بالسرعة الممكنة ، وطعامه يأتيه على مكتبه ،ويجول ويصول في أرجاء البيت دون رقيب أو عتيد ، فيبطش هنا ويُدمر هناك والكل يطلب رضاه والكل بده الستر والستيرة منه ، والكل يحبه حتى لو خَرّب أو دمّر ، يكفي أنه يتصف بالبراءة والصدق بكل شيء ... بعكس باقي بعض المكاتب وأصحابها فمن أول يوم يجلس على كرسي وطاوله يرفع أنفه إلى السماء و يحاول أن يمشي بالعُرض وفرد الأكتاف حتى طريقة التحية والسلام تختلف ، ويا حبيبي إذا كان من جماعة المدير والرئيس، وكُلِف بمسمى رئيس قسم أو مدير لشيء هنا يختلف رأساً على عقب فيمتهن الأذى والجاسوسية وضرب الأسافين ويعيش ويعتاش على الفتات والتسلق على ظهور الغير ... فشتان ما بين الثرى و الثرية......
وربما البعض أو الكل قد سمع بقصة جحدر ، فكان جحدر قبل حرب البسوس فقير وقاطع طريق ولا قيمة له ، فأستغل الحرب وأصبح غنياً وصاحب جاه ومال ومكانة كبيرة ، وغَيّر اسمه من جحدر إلى ربيعه ... وها نحن مقبلين على انتخابات بلدية ولامركزية ، فنصيحة لمن يحالفه الحظ بالنجاح لا يدع الكرسي يُسيطر على تفكيره ويلعب به كما لعب بغيره ، فالشخص هو من يُزيّن ويرفع الكرسي لا العكس ، وليكن للجميع ويقبل النقد ولا ينحاز لفئة أو تكتل أو منطقة أو قرابة في كل شيء ، ويقف على مسافة واحدة من الجميع حتى الموظفين لا يجعل له جماعة خاصة به ...
فحاول أن تبقى بصفاتك وطباعك كالطفل صاحب الكَرّاجة ( عرباية تعليم مشي الأطفال) ، و أحذر أن تُصاب بالغرور كما حدث مع جحدر وغيره ....