تصحو صباحاً ..تتفقد رأسك ..ما زالت موجودة ..ما زالت فوق الكتفين ..تحمد الله كثيراً وأنت تتفقدها ..فلقد نمت البارحة و أنت ترى رؤوساً كثيرة تمّ نحرها ..فهربتَ منها ..وفتحت على مسلسل «الحجّاج» في إحدى المحطات ..وتفاجأت أن هناك رؤوساً أخرى تم نحرها في المسلسل ..لا تصدّق ذلك ..الرؤوس في المسلسل تم العبث بها كثيراً ..و سافرت وهي مقطوعة من بلاد إلى بلاد من أجل أن تصل إلى «أمير المؤمنين»..و يومها عند المسلمين أكثر من أميرٍ للمؤمنين ..كانوا أربعة على الأقل ..كلّهم يدّعي الشرعيّة ..وكلهم يدّعي أن اسلامه هو الأصح ..كلهم يدّعي أن قتل الآخر ليس حلالاً فقط بل واجبٌ ..من أجل الاسلام و المسلمين ..!!
بعد أن تصحو ..تحاول أن تقول لكل أهل بيتك : صباح الخير ..لكنك عند كلمة الخير تقولها بخشوع ..بأمنيات ..بسرحان ..بتهدج ..بمحاولة بكاء ممنوعة ..فأنت تريد الخير ؛ ليس لك وحدك ..بل لكل من هم حولك ..بل لكل العالم ..!
تجرجر أقدامك تحاول أن تبحث عن كسرة خبز تسبق قهوتك و سيجارتك ..تتذكر أنك سمعت أنهم يقطعون أصابع الذي يدخّن ..ليس حدّاً و قصاصاً بل تعزيراً ..و التعزير بابه واسع وااااااااااااسع أوسع من أي واسع ..! ماذا ستفعل لو ..؟؟ ملعون أبو « لو» الأولاني ..
بودي أن أكمل التوصيف لكم ..لكنني أشعر بقشعريرة ..وخايف أكمّل ..ليس خوفاً من المجهول ..بل خوفاً على هذا «الاسلام» الذي ركبه الجميع و ادّعوا انهم أصحابه الحقيقيّون ..!
إنني أضيع يا ربّ مثل الكثيرين ..فثبّتْ عبدك كامل بن محمود بن عبد القادر بن النصيرات ..كم أنا بحاجتك ..فكن معي ..