على شكل حلقة نقاشية موسّعة بدأت أمس الأول ورشة العمل الاقتصادية الأولى والتي تعقد تحت شعار «الانتقال نحو المستقبل -تحرير الامكانيات لتحديث الاقتصاد» وتستمر خمسة أسابيع، في الديوان الملكي الهاشمي/ مضارب بني هاشم، طرح خلالها (300) خبير واقتصادي آراء متعددة ورؤى متنوّعة في الشأن الاقتصادي والوصول لصيغ متطوّرة لمنظومة اقتصادية نموذجية وفقا لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني.
(14) خيمة توزّعت في مضارب بني هاشم بالديوان الملكي العامر تناولت قطاعات التعليم وسوق العمل والصحة والبيئة والصناعة والتجارة والطاقة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والأمن الغذائي والتنمية الحضرية والتغير المناخي والسياحة والتعدين، وغيرها من المواضيع التي من شأنها أخذ الواقع الاقتصادي لمكان مختلف من الانجازات وصولا لرؤية مستقبلية واضحة للقطاعات الاقتصادية، ووضع خارطة طريق استراتيجية عابرة للمراحل الزمنية، مهما تغيّرت ظروفها.
لم يكن يوما عاديا حيث عصفت أذهان خبراء واقتصاديين بآلاف الأفكار والآراء، مقدّمين رؤى تشخيصية، قابلها تقديم حلول ومعالجات للكثير من المفاصل الاقتصادية، حيث تستمر هذه الندوات بالانعقاد على مدار خمسة أسابيع بمعدّل اجتماع كل أسبوع، لتخرج في المجمل بحالة من التحديث الاقتصادي الناضجة والثرية بخطوات عملية تغيّر من شكل الوضع الاقتصادي في قطاعات متعددة، سعيا لترجمة توجيهات جلالة الملك فيما يتعلق بالتحديث الاقتصادي، وايجاد حلول لأي عقبات من أصحاب الاختصاص.
وتوزّعت الملفات ليبحث المختصون كلّ ملف وفقا لتخصصهم، في اطار جلسات عمل متنوّعة، بصيغة ربما هي الأولى من نوعها نظرا لتعدد الآراء المطروحة ووجهات النظر والقراءات الخاصة بالمشهد الاقتصادي، وتنوّع أفكار المشاركين في هذه الحوارات، الأمر الذي سيؤدّي حتما للوصول الى مخرجات مختلفة عملية تغطي كافة جوانب الحالة الاقتصادية، وترسم خارطة طريق عابرة للحكومات لتعظيم الفرص الاقتصادية وتعزيز النمو الاقتصادي.
وفي متابعة شخصية لما دار أمس الأول في هذه الورشة، كان واضحا أن النقاشات أخذت طابعا شفّافا بشكل كبير، وضع قطاعات متعددة على طاولة البحث والتشخيص والتدقيق، وتمت مناقشة واقع أكثر من عشرين قطاعا بشكل دقيق وواضح دون مداراة لأي سلبية أو حتى تشوّه، فيما طُرحت أفكار حتما ستغيّر من ساكن الكثير من القطاعات وتدفع باتجاه تسريع وتيرة الاستثمار وزيادة التنافسية وتحديث الواقع الاقتصادي بشكل عملي في قادم الأيام.
رئيس الوزراء الدكتور بشر هاني الخصاونة في مداخلة له «عن بُعد» في الورشة أكد على أهميتها بسبب تنوّع وتوسع الطيف المشارك بها، وعمليا لذلك أبعاد ايجابية كبيرة على طبيعة جلسات هذه الورشة، والتي ستقود حتما لنتائج هامة ستكون بشكل عملي خارطة طريق للتحديث والعمل الاقتصادي الذي من شـأنه أن يكون بداية مختلفا، اضافة لكونه يتصف بالديمومة وكذلك التنوّع الثري الناتج عن تبادل الآراء بين أصحاب الاختصاص.
«الانتقال نحو المستقبل- تحرير الامكانيات لتحديث الاقتصاد» ليس فقط عنوانا لورشة عمل، إنما عنوان مرحلة تحمل تأكيدات بتحديث اقتصادي، يأتي جزءا من توجهات المملكة التي تبدأ بها مئويتها الثانية بتحقيق الاصلاح في أبعاده السياسية والاقتصادية والإدارية، بقيادة جلالة الملك الذي أكد أن الاصلاح هو أحد أهم خطوات دخول المملكة لمئويتها الثانية، إذ يمكن القول أن الانتقال نحو المستقبل أكبر من عنوان لورشة عمل.