لم يبق العلماء شيئا إلا وبعبشوا فيه، حتى نمل الأرض لم يسلم من تطفلاتهم وتدخلاتهم. وقد بحث بعض هؤلاء العلماء، ووجدوا أنه عندما يموت النمل يفرز رائحة خاصة تُنبه بقية افراد النمل وتجبره على الإسراع في دفنه قبل أن تنجذب إليه الحشرات المتنوعة، وتعمل خربطيطة في المنطقة النملية الخاصة.
عندما قام العلماء بوضع نقطة من هذه الرائحة الخاصة على جسم نملة أخرى، ما تزال على قيد الحياة، أسرع باقى النمل اليها، ثم دفنوها حية على الرغم من أنها كانت ما تزال تتحرك وتقاومهم.
وحينما أزال العلماء الرائحة عنها، سمح لها النمل بالبقاء. تسمى هذه الرائحة حمض الزيتيك. وقد يموت الكثير من النمل في اليوم الواحد، وتصل الوفيات إلى المئات في اليوم أحيانا، ولعل كثرة الاحتكاك بالموتى تنقل الرائحة إلى النمل الذي يقوم بعمليات الدفن، فتحرص هذه النملات الحانوتية، قبل الرجوع من المقبرة، إلى لعق نفسها بلسانها لتنزيل كل أثر لرائحة الموت، لأنه لو أبقت هذه الرائحة تفوح منها فإن بقية القطيع سيدفنها حية.
تذكروا بأن هؤلاء العلماء أمريكيون ، وأن هذه المادة هي (حمض الزيتيك. وقد ربطت هذه المعلومة بما يجري حولنا وفينا، ولعل هؤلاء (أيا كانوا)، قد رشونا بحامض الزيتيك، لأن كل ما نشهده ونسمعه ونعاني منه ونموت بسببه، وقد نقتل الآخرين بسببه، يدل على أننا مرشوشون بحامض الزيتيك.
قد يكون التفسير لا منطقيا، وقد لا يكون صحيحا، وقد لا ينفع أن نلعق أنفسنا، لكن، هذا التفسير، على الأقل يريحنا نفسيا، ويمنحنا مبررات علمية ومؤامراتية لوأد أنفسنا، لأننا إذا عرفنا أننا نقوم بقتل أنفسنا وتدمير ذواتنا بقرارات تنبع منا شخصيا – وهو التفسير الأرجح.
وتلولحي يا دالية