زاد الاردن الاخباري -
أسقط استاذ العقيدة والأديان في الجامعة الأردنية بسام العموش شخصية فطوطة الشهيرة التي أداها الراحل سمير غانم على واقع حالنا الآن على أكثر من صعيد.
وكتب العموش في منشور له اليوم الأربعاء:
"كلكم يتذكر الراحل الكوميدي سمير غانم ودوره " فطوطة" وبدلته التي كان جسده يسرح داخلها بسبب اتساعها لتحقيق الغرض الكوميدي شكلا" قبل المضمون. الحقيقة أن هذا الشكل نراه باستمرار على أصعدة كثيرة ، وبتعبيرنا الشعبي العامي " لابس ثوب ابوه" . كثيرون هم الذين يلبسون لباسا" أكبر من حجمهم لا أعني الملابس العادية والتي تحولت اليوم بتخطيط رهيب وتقليد عجيب إلى ملابس ضيقة يصدق فيها قول شاعرنا الصديق والقريب غسان سرور شبيلات العموش ( حاشكن حاله في بنطال صغير ، ردفه من الضيق لولا الحيا طل ) . نعم لا أتحدث عن الملابس المادية وتقليعات الموضة والبناطيل المخرومة ، بل أتحدث عن الذي يلبس ثوبا" كبيرا" عليه فيصبح شكله مثل " فطوطة " مضحك عن بُعد مثل التعليم عن بُعد .
بعض الرجال الرجال يكون لهم أداء قوي وملفت فيأتي الولد ويحاول ويحاول دون جدوى فينفخ ريشه فيصبح "فطوطة"!
يذكرني هذا بالمثل الشعبي :
النار تخلف سكن ، مع ملاحظة ضرورة لفظ الكاف بالطريقة الشعبية .
فطوطة هذا نراه في السياسة والاقتصاد والتعليم والاجتماع والفكر والصحافة بل حتى في القيادة الدينية . نرى فطوطة في مجلس النواب ، وفطوطة في رئاسة البلديات ، وفطوطة في رئاسة الجامعات ، وفطوطة في رئاسة الحكومات، وفطوطة في مشيخة العرب فيتحول الولد بين عشية وضحاها إلى شيخ، ونرى فطوطة في الاقتصاد منظرا" لا يزيدنا إلا مديونية وضرائب ظالمة ، ونرى فطوطة في الإدارة وينطبق عليه القول : (حَسّبْت الباشا باشا تاري الباشا زلمه ) . وصل بنا مستر فطوطة إلى قيادات عليا والنتيجة واحدة هي الضحك لمجرد مظهر فطوطة . رحل سمير غانم فهل يرحل فطوطة؟!! مع الاعتذار من كل فطوطة اذا طالبناه أن يحل".