كان يمكن للقيادة الروسية ان تقوم باحداث التغيير من دون استخدام طريقة الدب العسكرية وباستخدام اسلوب الثعلب الاستخباري وهو الاسلوب الذى يغير بطريقة ناعمة ويستخدم ادوات مشروعة فلا يرعب الجيران ولا يطرد انسانا لكنه يستحوذ على الفريسة ويحقق مبتغاه .
وهو الأسلوب الذى يعمل بلا استفزاز قد يجعل القائم عليه منبوذا وكما يعمل بطريقة مشروعة ومستحبة للشعب الاوكراني ومقبولة للمحيط الاوروبي فتحقق به القيادة الروسية اهدافها من دون تكبد خسائر مالية او تعرض الياتها العسكرية لاختبارات ميدانية عميقة وملابسات سياسية جعلتها تتعرض لعزلة دبلوماسية ومخاطر مالية وحصار اقتصادية وهذا ما كان يمكن تحقيقه عن طريق عمل استخبارى وليس عمل عسكري هذا لان اوكرانيا لا تقبع فى محيط تبحث شعوب المنطقة فيها عن بطولات بل تقع فى منطقة ترنو مجتمعاتها لتحقيق منجزات والطريقة العسكرية غير مقبولة بل مرفوضة عند المجتمعات الاوروبية بما فيها روسيا الاوروبية مهما ساقته قيادتها من مبررات .
فكان يمكن للقيادة الروسية ان تدخل لاوكرانيا عن طريق عمل استخباري يقوم للاستثمار بالمال والدخول من باب النماء والتنمية من اجل اسناد الاقتصاد الاوكراني بغية الاستحواذ وهذا كان يمكن ان يتم تتفيذه عن طريق شركات روسية تقوم بالاستحواذ على مصادر حديد الصلب ومصانع تعدين اليورانيوم والشركات الزراعية المنتجة للقمح فيتم السيطرة على العصب الحامل لبيت القرار الاوكراني ومن ثمة يقام على تغيير الحكومة بالوسائل السلمية ومن خلال صناديق الاقتراع .
وهو اسلوب الثعلب الناعم الذى يغير بطريقة ناعمة ومن دون خسائر تذكر وبادوات سلمية تضمن له البقاء وباسلوب ناعم ذات ديمومة ضاغطة تنمو وتتوسع كلما علا الاستثمار فتحقق بذلك عوائد مالية وفوائد نافذة وادوات ضاغطة بحيث تكون القيادة الروسية قادرة عبرها على ضمانة الديمومة كما تضمن لادواته الضاغطة النمو والابقاء بتطور مستمر كما وتبقى حاضرة كادوات نفوذ فى المشهد الاوكراني العام وهذا كان لا يكلف القيادة الروسية اكثر من بيع منظومة صواريخ واحدة لمنظومة S400 وهو ما كان سيبقى السوق العالمية مفتوحة امام الصناعات العسكرية الروسية كما ان ذلك كان سيحقق للقيادة الروسية عبر شركاتها تبعات الدخول بطريقة مقبولة ومشروعة من دون استخدام وسائل عنيفة جعلته يتكبد خسائر مالية فادحة نتيجة اغلاق الابواب امام منتجاته من الغاز كما فى منتجاته العسكرية والطبيعية الاخرى .
اقول كان يمكن للقيادة الروسية ان لا تفكر بمنهجية تتواءم فيها مع فكر القيصر بوتن عندما فكر بطريقة الدب ولم تعترض عليه بالتغير على الرغم من خطورته على الامن والمكانة الروسية لكونها طريقة جعلت من القيادة الروسية تتمثل للمحيط بذلك الدب الذى يفترس ويدمر ويشرد ويهجر من اجل الاستحواذ وبوسائل تبعث للريبة ويتوجس منها الجميع لاشاعة اجواء من العداء والكراهية تجاه القيادة الروسية من محيطها الاوروبي والغربي وحتى العالمي.
وكانت من نتائجها ان جعلت من المجتمع الاوكراني يتوحد بالنظرة والتوجه من اجل مقاومة المحتل الروسي وهذا ما جعل من المجتمع الاوكراني يتحول بتوجهاته من شرقية الى غربية ويشكل صورة عدائية على الحدود الروسية فلا حققت القيادة الروسية بذلك ترسيم منطقتها العازلة الاوكراني المولية الروسية واضاعت مكانتها الدولية واسواقها العسكرية .
كل هذا جاء نتيجة اللامهنية التى انتهجتها القيادة الروسية فى بيت القرار عندما لم تعترض على الية التعامل ولسلوب التعاطي مع الاحداث والتى جاء بها القيصر بوتن وفرضها لتكون عنوان لترسيم الاهداف فان غياب المهنية فى صناعة القرار يولد كوارث والغزو الروسي لاوكرانيا يشكل نموذجا يمكن ان يدرس فى مساق الابتعاد عن المهنية عند التعاطي مع مشاهد الاحداث .