زاد الاردن الاخباري -
"بوجه شاحب، وعينين حمراوين وذقن طويل".. خرج الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، في مقابلة متلفزة، عبرت ملامحه خلالها أكثر من كلماته، خلال حديثه الذي ناشد فيه المجتمع الدولي بمساندة بلاده وإظهار دعم حقيقي لكييف.
زيلينسكي الذي يعتبر خبيرا في إيصال المشاعر بملامح وجهه وطريقة كلامه بحكم عمله السابق كممثل، كان يريد إرسال عدة رسائل في آن واحد؛ أبرزها للأوكرانيين بأنه موجود بينهم، ونفى أي حديث عن هروبه خارج البلاد بهدف زيادة الصمود في مواجهة العملية العسكرية الروسية.
قبو تحت الأرض
وكشف ماثيو تشانس، مراسل شبكة "سي إن إن"، أن "المقابلة كانت في مكان سري في وسط مدينة كييف"، وأنه "كان لا بد لنا من مقابلة القوات الأوكرانية المدججة بالسلاح في موقع معين، وأخذونا بسيارتهم إلى قبو مبنى في مكان ما في وسط المدينة. كان علينا السير عبر هذه الممرات شديدة الظلمة، كلها كانت مكدسة بأكياس الرمل".
كما أشار إلى أن "قوات أمن كانت منتشرة في كل مكان، حتى كنا في أعماق مبنى ضخم وسط مدينة كييف، وهو أحد المواقع التي يمكث فيها فلوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، عندما تقصف القوات الروسية البلاد، وبالطبع، عندما تقصف العاصمة كذلك".
أما عما بدا عليه شكل الرئيس الأوكراني، فقال إن زيلينسكي كان "يبدو شاحبا جدا. يبدو متعبا، كما أن عينيه حمراوين، ولم يتمكن من حلق ذقنه".
وخلال المقابلة، قال زيلينسكي الذي يرتدي زيا شبه عسكري عن نظامه اليومي: "أنا أعمل وأنام"، كما بدا عاطفيا لأنه أضاف أنه لم ير أطفاله منذ يومين.
كيف يتواصل مع العالم؟
والأربعاء، كشف مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة لا تزال على تواصل منتظم مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، من خلال هاتف آمن يعمل عبر الأقمار الصناعية قدمته واشنطن للحكومة الأوكرانية، الشهر الماضي، قبل الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا.
وأوضح أن الولايات المتحدة قدمت هاتفا مماثلا لوزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، وأضاف أن الأمر استغرق بضعة أيام حتى يتمكن الأوكرانيون من تشغيل هواتف الأقمار الصناعية لأن التعليمات حول كيفية استخدامها كانت باللغة الإنجليزية، وليست باللغة الأوكرانية.
وأرسلت الولايات المتحدة الهاتف الآمن إلى المسؤولين الأوكرانيين عندما كانت الولايات المتحدة تستعد لإخلاء سفارتها مع تصاعد المخاوف بشأن الهجوم الروسي.
غوستاف سي غريسيل، الخبير المتخصص في الشؤون العسكرية في أوروبا وروسيا، قال إن "زيلينسكي في كييف حتى الآن، ولا أعتقد بأنه سيغادر إلى أي مكان، وواجبه الآن هو تعبئة البلاد للحرب".
وأضاف غريسيل، لـسكاي نيوز عربية: "الرئيس الأوكراني يقوم بجهد ممتاز في هذا الإطار، ولا يوجد شك في أنه سيقتل إذا استطاع الروس الوصول إليه، لكني أتوقع أن يقاتل لأطول وقت ممكن".
فيما رجح الخبير العسكري المستشار بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، اللواء نصر سالم، عدم وجوده بكييف وأن المقطع المصور كان بهدف الخداع، لافتا إلى أن الرئيس الأوكراني هو الهدف رقم واحد لروسيا بهدف إنهاء وجود رئيس شرعي للبلاد ومن ثم تسهيل مهمة القوات.
وأضاف سالم، لـسكاي نيوز عربية، أن وجوده بالداخل مهم لشحذ الهمم لكن خروجه خارج البلاد أفضل كثيرا لأنه حتى لو رئيس من المنفى أفضل من أن يتم القبض عليه.
وأشار إلى أنه من المؤكد أن هناك دعم أميركي وأوروبي للرئيس الأوكراني وخططا بديلة لمغادرة البلاد حال اقتربت القوات الروسية من مكانه، فسقوطه يعني نجاح موسكو في تغيير الحكومة إلى أخرى موالية لها.
والمقطع المصور ليس الأول له، فمع بداية العملية العسكرية، ظهر زيلينسكي في مقاطع فيديو صورها لنفسه وهو يتحدث أمام نصب تذكارية أو مباني معروفة، لكن خطابه أمام البرلمان الأوروبي، الثلاثاء، ظهر فيه داخل غرفة بها العلم الأوكراني فقط.