تنقّلْ بدموعك على وجعها ..اشهق شهقة العاشق المهزوم الذي يبحثُ عن بصيص مخرجٍ فيها ومنها ..! لا تتحجرْ ..لا تنظر إليها كأنها مومياء انتهى أمرها للجمود ..!
تذكّرْ تفاصيلك معها ..ضحكك صغيراً وأنت حافي القدمين رثّ الثياب تركض في زقاقها بحثاً عن الولد الذي يبيع (سحبة البلالين) ..تريد أن تجرّبَ حظك مع الرقم عشرة (البلون الأكبر) ..!
تذكّرْ كيف أطعمتها من شقاوتك وأنت تدندنُ فوق رأسها : طالعلك يا عدوّي طالع ؛ من كل بيت و حارة وشارعْ..!.تذكّرْ أنك طلعتَ من اللعبة كلّها و أنك ما كسبتَ لا رهاناً ولم تربح إلا أعداءً يتزايدون بعمرك و عمقك وكأنهم ذبابٌ وأنت كيس السكّر..!
تذكّرْ وجعها الآن ..وأنها لا تهدهدك ..ولا تلعب بشعرك ..ولا تضمّك لصدرها كي تخرج منك خوفك أو تمنحك أحلاماً تجعلك النور و النار و طريق الانتصار ..! فإن مسستها الآن بضُرٍّ تتوجع ؛ وإن مسستها بخير تتوجع ..صارت تكره المسّ من عدوٍّ أو حبيب..!
ومع ذلك ضع شفتيك على مسامها و تنقّلْ بالدموع عليها ..فأوجاعك ذاتُ أوجاعها ..ولا يجتمع الوجعان إلاّ ليتحدا على وجعٍ أكبر ..تكون أنت فيه الباكي و الشاكي و العاشقَ الفالتَ من حقيقة الهزيمة ؛ و تكون هي المستردةَ روحَها ولو بلهاثك الموجع على حطامها الذي ينتظر الحريق أو رميّة عُقبٍ لسيجارةٍ من مارقٍ سافلٍ لم يتعلّم للآن كيف يوازي بين العشق و التجارة الحرام ..!
أعلمُ أنك سترى المهمّة مستحيلة ..ولكن بقليل من (بوتك البلاستيكي ) في حرّ تموّز وآب ..وبقليل (عسكرك و حراميّتك) و بقليل من (قلولك ومورك) و (استغمايتك) و (زقيطتك) و بقليل قليل من ذكريات هروبك لجلسات النساء كلّ النساء ..و بقليل من دعوات أُمّك و ترانيم أخوالك و أعمامك ..وبقليل من براءة أترابك ..و بقليل من خوفك و عطفك و خزيك و عطائك و بردك و نارك ..ستصنع الكثير لها ..لأنك تعلم أنها تستحق ..!
اقتحمها ..و تنقّل بدموعك على وجعها ..ولو مسّها الضُّرُّ ..ولو أجّلتْ ألف مرّة شربك لفنجان القهوة بمعيّة سحرها الذي يشبّ واقفاً كلّما أغمضتَ عينيكَ و تخيّلتها ..!
اقتحمها يا رجل..