هل تعلمون ان التمساح يبكي ويذرف دموعا لكي يسهل عملية الهضم .
و كل ما نسمعه في الاعلام العربي والغربي من ندب وبكاء وعويل على الاوكرانيين يتلخص في دموع التماسيح .
سبايا اوكرانيات ، ولربما لغة الغرب المتحضر لا يسمون نساء الحرب المشردات سبايا ، والكلمة الاخيرة من المعجم العربي الاسلامي .
في الاردن ، تندر ساذجون على الحرب الاوكرانية ، واقتراحوا على الحكومة فتح الحدود واستقبال اوكرانيات ، وتداول سؤال على السوشل ميديا العقيمة والغبية ..
متى سوف تصل الاوكرانيات للاردن ؟
و تغافلوا طرح سؤال اللحظة والسوال المخجل وطنيا واخلاقيا ، ما هو مصير الاف من الاردنيين والاردنيات المقيمين والمتواجدين على الاراضي الاوكرانية ؟
تانيث الحروب والصراعات ، وفتح شهية الاردنيين على استقبال اللاجئات من دول عربية واجنية ، ويبدو انها عقدة ملتبسة في لاوعي شعب لم يجرب الحروب ولم يجرب الاضطهاد الاجنبي ، وتاريخ الاردن كما هو معلوم بلا استعمار .
الانجليز كانوا مستعمرين لطفاء وظرفاء وطيبين ، والاتراك استعمروا بلادنا ونكلوا بالبشر والحجر تحت غطاء وذريعة وشرعية دينية ، باسم الخلافة الاسلامية ، وحكم الباب العالي في اسطنبول .
يندب الاردنيون يوميا حظهم من الاقتصاد والسياسة .. ولم يذوقوا مرارة الحروب والصراعات الكبرى .. شعوب عربية جربت اعتى انواع التشريد والهجرة القسرية ، وما تسمع عن لسان احدهم يتمنى لنساء شعوب اخرى بان تتحول لسبايا ، فما العن القول .
في التاريخ الحرب تولد وتندلع لاسباب اقتصادية ، ولتغير وتحول في انماط واساليب الانتاج الساي?دة . وتشتعل حروب للسيطرة على ثروات طبيعية وغناي?م ، ولربما من حكمة التاريخ ان العدل والتحرر لا يسود ويتحقق الا بالحروب .
التماسيح لن تتوقف عن البكاء وذرف الدموع .. ولكما جاع التسامح فان يبكي اكثر ، معلومة بيلوجية من عالم الحيوان .. قراتها امس وانا اتابع اخبار اوكرانيا ، واندلاق الاعلام العربي والغربي في تتبع رحلة اللاجي?ين الاوكرانيين المهجرين من بلادهم الى ديار الغرب المفتوحة .
بكاء تماسيح ، و محررو الاخبار في غرف التحرير اسقطوا السوال المركزي لماذا اندلعت الحرب ؟ ولماذا قدم الاوكرانيون قربانا وضحايا لمعركة اخيرة في نظام عالمي متهالك ؟ والسو?ال عن كذبة الديمقراطية وحقوق الانسان الغربية .
قد يبقى الاعلام العربي والغريب يذرف دموعا على الحرب الاوكرانية ، والاردنيون يبقون ينتظرون قدوم السبايا الاوكرانيات ، ولا ندري ما هو مصير الالاف الاردنيين في اوكرانيا ..
وما اسهل ان تسمع في الاخبار الاوكرانية محللين وخبراء يذرفون دموعا على تتبع اخبار الاردنيين هناك .. دموع التماسيح ليست ضمانة اخلاقية وانسانية ، ومن ينظر الى الحرب الاوكرانية من زوايا دموع التماسيح فليشتري محارم ، ويجفف دموعه ، ويبصر الى الازمة من عيون الديوك .