زاد الاردن الاخباري -
فضلت الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تسليح الجماعات القومية المتطرفة الاوكرانية، على دعم الجيش النظامي او احلال قوات للناتو لمواجهة الهجوم الروسي على اوكرانيا.
16 الف مرتزق الى اوكرانيا
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي إن نحو 16 ألف مقاتل أجنبي في طريقهم إلى أوكرانيا لمواجهة القوات الروسية، مضيفا أن بعض هؤلاء المقاتلين قد وصلوا بالفعل.
وكانت كييف قد أعلنت عن تشكيل "لواء دولي" من المتطوعين الأجانب للمساعدة في القتال ضد الجيش الروسي مع بداية غزوه لأوكرانيا قبل نحو أسبوع.
من هم المرتزقة القادمون؟
ياتي المرتزقة عادة من خارج البلاد، يطلبهم الجانب الضعيف للمساندة والقتال الى جانبه، ويتشارك القادمون مع السكان بالعرق او بالدين او الافكار والايديولوجيا، وغالبيتهم صغار السن لا ياتون مقابل مالي.
منذ 2014 جلبت الحكومة الاوكرانية مرتزقة من عدة جهات لمساندتها ضد الانفصاليين في الشرق، الا ان الامر اليوم مختلف، حيث شكل زيلنسكي لواء دولي لمساندته وقامت عدة دول بدفع مواطنيها لمساندة الرئيس الاوكراني ومنها بريطانيا، فيما حذرت استراليا من ذلك ودعت مواطنيها لعدم الانضمام الى الفيلق الدولي.
المقاتلون سيطيلون امد الحرب، وسيزيد وجودهم الامر تعقيدا ، ومن المؤكد ان تلك الحرب ستنتقل الى بلدانهم مباشرة خاصة اذا قتلو حيث ان عائلاتهم واصدقاءهم سيلومون الحكومة وقد يكون اللوم بطريقة عنيفة ودموية .
المرتزقة = الارهاب
لكن الإطار القانوني الدولي الذي ينظم اليوم ظاهرة «المقاتلين الأجانب» في الصراعات المحلية والإقليمية يعرض هؤلاء المتطوعين للملاحقة بتهمة الإرهاب كما ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخراً عندما أعلن أن المقاتلين الأجانب في الصراع الدائر سيلاحقون كإرهابيين في روسيا والخارج.
وكان خبراء في القانون الدولي قد حذروا من أن المقاتلين الأجانب الذين يتطوعون للقتال في أوكرانيا سيتعرضون حتماً للملاحقة القانونية الدولية، ويذكرون بسابقة بعض البريطانيين الذين ذهبوا للقتال ضد «داعش» في صفوف الميليشيات الكردية. وتعود ظاهرة المقاتلين الأجانب إلى فترة بلوغ الإمبراطورية الرومانية أوج توسعها الجغرافي واحتياجها إلى أعداد متزايدة من الجنود لإحكام سيطرتها على المناطق التي احتلتها، حيث قررت تشكيل «الكتيبة الأجنبية» من مواطني البلدان والمناطق التي أخضعتها لسلطتها.
تجارب سلبية مع المرتزقة
ما تشير اليه التجارب السابقة فان تسليح جماعات غير منظمة ، ستقود في النهاية الى انتشار تلك الاسلحة الخارجة عن الرقابة الى مناطق آمنة لتهددها وتهدد مجتمعاتها كما جرى في افغانستان ايام الغزو السوفييتي حيث تفرخت القاعدة وطالبان وعشرات التنظيمات المسلحة والتي استقرت في النهاية في لائحة المنظمات الارهابية بالنسبة للولايات المتحدة
لا تكاد ترى في اوربا شرطي مسلح الا ما ندر، والمؤكد انه وبعد ان تضع الحرب اوزارها فان عمليات تهريب تلك الاسلحة الى اوربا الامنة سيتدفق ، وتبدا معاناة الامن والمخابرات في اوربا رحلتها الصعبة لجمع تلك الاسلحة التي ستتلقفها منظمات متطرفة ويمينية في اوربا ، وستستنزف خزائن القارة العجوز مدخراتها التي كانت ترصدها للتنمية وتطوير الصناعات وتحولها لمحاربة الارهاب الداخلي.
والمشكلة ان ذلك سياخذ وقتا طويلا الى ان تتم السيطرة عليه، والى ذلك الحين سيسقط الاف الضحايا في ظل عدم قدرة الاوربيين امنيا على التعامل مع هكذا احداث بكميات واحجام كبيرة ومتعددة ومتنوعة
لم ينس العالم بعد ما جرى في فرنسا على سبيل المثال عندما احتلت حياة بومدين وزوجها باريس بمفردهما وقلبت موازين الامن الاوربي وجرت قادة العالم الى العاصمة الفرنسية للمشاركة في مسيرة ضد الارهاب والتطرف في العام 2015 مع العلم انها غادرت في امان الى تركيا ثم الى سورية لتعيش في مناطق تسيطر عليها داعش .