زاد الاردن الاخباري -
اعلنت القوات المسلحة الفرنسية، اليوم الإثنين، إن قوات عملية برخان العاملة في مالي قتلت الجزائري يحيى جوادي القيادي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي
ويكنى يحيى جوادي بـ"أبو عمار" ويعد أحد القادة البارزين في تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب" الذي يتخذ من شمال مالي مركزا لعملياته
وافادت المعلومات وبيان للجيش الفرنسي أنه في ليلة 25 إلى 26 فبراير 2022، نفذ جنود برخان عملية على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال تمبكتو تم خلالها تحييد الجهادي.
ويقول البيان أنه “بعد تحديد موقعه… والتعرف عليه رسميا، تم تحييده من خلال تدخل بري، بدعم من مروحية تايجر للاستطلاع والهجوم وطائرتين فرنسيتين بدون طيار”.
بالتزامن، أعلنت القوات المسلحة المالية مقتل اثنين من جنودها خلال صد هجوم شنته مجموعات مسلحة في منطقة جاو (شمال). وأشارت في تغريدة إلى مقتل "تسعة من المهاجمين".
ويأتي هذا ذلك في سياق التوترات الشديدة بين فرنسا والسلطات الانتقالية المالية، والتي أدت إلى إعلان خروج القوات الفرنسية من البلاد في 17 فبراير.
من هو يحيى جوادي؟
ويحيى جوادي في الخمسينيات من عمره، هو من أقدم الإرهابيين الذين التحقوا بالجماعات المتطرفة قبل نحو 28 سنة، وتحديدا سنة 1994.
وانضم جوادي إلى صفوف "الجيش الاسلامي للإنقاذ" والمنبثق عن "الجبهة الاسلامية للإنقاذ" الإخوانية المحظورة في الجزائر والتي تسببت في مقتل نحو ربع مليون جزائري، وأدخلت البلاد في أخطر أزمة أمنية في تاريخها.
تقول تقارير انه كان الصديق المقرب والذراع اليمنى لـ عبد المالك درودكال، الذي أسس في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" والتي نفذت عدة مجازر في حق الأهالي في الجزائر.
وهو التنظيم الذي أعلن ولائه لتنظيم القاعدة قبل أن تتحول "الجماعة السلفية" إلى ما يعرف اليوم بـ"القاعدة في بلاد المغرب" التي تأسست مطلع الألفية الحالية.
وتولى "أبو عمار" قيادة المكتب الإعلامي لـ"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، قبل أن تتم ترقيته إلى "منصب قائد عسكري" في سبتمبر/أيلول 2006.
وفي آب/أغسطس 2007 عينه درودكال رئيسا لـ"المنطقة التاسعة" بالساحل ومنحه مسؤولية إمارة الصحراء خلفاً لـ مختار بلمختار بعد خلاف دامٍ بينهما.
وفي عام 2015 تولي قيادة "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" "فرع ليبيا"، قبل أن يظهر في مالي سنة 2019 وتحديدا في منطقة "تمبكتو" حيث تولى منصب "منسق مالي ولوجيستي" للتنظيم
وفي 2014، أدرجت الأمم المتحدة يحيى جوادي على لوائح الإرهاب من بين قادة تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب"، وكان حينها هو قائد منطقة الساحل والصحراء الكبرى الواقعة تحت سيطرة "تنظيم القاعدة ببلاد الغرب" ، وكذلك رئيس جماعة طارق بن زياد، وهي إحدى مكونات تنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء الكبرى، وتوجد قاعدة دعمه في شمال مالي.
ووفق تقارير أمنية دولية سابقة، فقد كان "أبو عمار" مهندس المناطق العسكرية لما يسمى بـ"إمارة الصحراء"، وتولى قيادة أكبر منطقة عسكرية وهي تلك الإمارة والتي تمتد بين مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا وتشاد تحت مسمى "أمير أمراء الصجراء".
وصعد اسم "أبو عمار" بعد الصراع الذي نشب بين درودكال وبلمختار عام 2007، واشتهر حينها بسلسلة عمليات إجرامية كبيرة من اعتداءات وعمليات اختطاف.
ومنذ توليه قيادة منطقة الصحراء، قام أبو عمار بإعادة هيكلة إمارة الصحراء بالتزامن مع تزايد عدد الملتحقين بالتنظيم في المنطقة، وأسس 4 تشكيلات بين كتيبتين وسريتان، وهي: "كتيبة الملثمين"، و"كتيبة طارق بن زياد"، و"سرية الفرق"، و"سرية الأنصار".
كما كشف يحيى بعد ذلك عن نزعة الخيانة، وبات أحد أعداء صديقه المقرب درودكال في خضم الصراع على الزعامة الذي فجر التنظيم ، وأعلن انحيازه لغريم درودكال وهو "عبد الحميد أبو زيد"، ليقرر درودكال عزله، وأسند إمارة الصحراء لالمكنى "نبيل أبو علقمة".