زاد الاردن الاخباري -
حذر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من ان الحرب لن تقف عند بلاده، وأن الدور سيأتي بعدها على الدول الغربية، فيما بدأ سريان وقف إطلاق نار مؤقت تعهدت به روسيا للسماح بإجلاء المدنيين من مدن اوكرانية عدة بينها العاصمة كييف.
وقال زيلينسكي خلال مقابلة مع شبكة "اي بي سي وورلد نيوز" الإثنين، على الحاجة إلى تأمين المجال الجوي لأوكرانيا، وحث الولايات المتحدة وحلف "الناتو" على المساعدة في القيام بذلك، ولكن دون جدوى.
وقال: "لا يمكننا السماح لروسيا بأن تكون نشطة (في المجال الجوي) لأنهم يقصفوننا ويلقون علينا القنابل ويضربوننا بالصواريخ والمروحيات والطائرات المقاتلة. بتنا لا نسيطر على سمائنا".
وأضاف أنه يعتقد أن الرئيس الأميركي جو بايدن "يمكنه فعل المزيد" لوقف الحرب، وتابع: "أنا متأكد من أنه يستطيع ذلك وأود أن أصدق ذلك، إنه قادر على فعل ذلك".
وترفض الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي "الناتو" فرض منطقة حظر طيران في أوكرانيا، محذرين من أن تلك الخطوة قد تقود إلى "حرب شاملة في أوروبا".
وكان زيلينسكي عاد الاثنين، إلى القصر الرئاسي في كييف للمرة الأولى علنا، منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
ونشرت الرئاسة الأوكرانية عبر "فيسبوك" شريط فيديو صوره بنفسه، يظهر فيه وهو يتجوّل داخل القصر.
وقال زيلينسكي في الفيديو وهو يجلس في مكتبه "أنا لا أختبئ، ولا أخاف من أحد"، مؤكدا أنه سيبقى في بانكوفا في كييف، وسيفعل كل ما يلزم للفوز بالحرب.
وقف مؤقت لاطلاق النار
وبدأ صباح الثلاثاء، سريان وقف إطلاق النار المؤقت في أوكرانيا، بغية إجلاء المدنيين من 5 مدن بينها العاصمة كييف.
ودخل قرار وقف إطلاق النار الذي اتخذته وزارة الدفاع الروسية لإجلاء المدنيين من كييف وخاركيف وتشرنيهيف وسومي وماريوبول حيز التنفيذ اعتبارًا من الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي لروسيا.
وفي نهاية محادثات الاثنين مع المفاوضين الروس، تحدث الأوكرانيون عن "بعض النتائج الإيجابية" في ما يتعلق بالممرات الإنسانية. أما في ما يتعلق بالقضايا الرئيسية مثل وقف إطلاق النار فقال ميخايلو بودولياك وهو عضو في الوفد الأوكراني إن "النقاشات المكثفة ستستمر" بشأنها.
وكانت موسكو أعلنت صباح الاثنين وقفا محليا لإطلاق النار وفتح ممرات للسماح بمغادرة المدنيين من العديد من المدن الأوكرانية من بينها كييف وخاركيف التي تتعرض للقصف منذ أيام.
لكن أوكرانيا رفضت إجلاء المدنيين إلى روسيا، إذ تؤدي أربعة من ستة ممرات اقترحتها موسكو إلى روسيا أو جارتها وحليفتها بيلاروس.
وفي اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اتهم فلاديمير بوتين "الكتائب القومية الأوكرانية بعرقلة عمليات الإجلاء عبر اللجوء إلى العنف والاستفزازات".
وفي إيربين بضاحية كييف، أقيم ممر إنساني غير رسمي سمح للآلاف من سكان المدينة التي سيطرت عليها القوات الروسية بالفرار عبر جسر مرتجل، ثم طريق واحد يتولى أمنه الجيش ومتطوعون.
ودمرت القوات الأوكرانية الجسر الاسمنتي الذي كان يعلو النهر لمنع مرور المدرعات الروسية. وهناك تقوم حافلات وشاحنات صغيرة بنقل الأطفال والمسنين والعائلات الفارة والتي تتخلى عن حقائبها الثقيلة للرحيل.
كذلك، أصبحت مدينة أوديسا الواقعة على شواطئ البحر الأسود مهددة بشكل أكبر. وقد عهدت العائلات بمسنيها المرضى الذين هم أضعف من أن يتمكنوا من الفرار من هذه المدينة، إلى أحد الأديرة.
ويواصل الأوكرانيون هجرتهم الجماعية. فقد دفعت الحرب حتى الآن أكثر من 1,7 مليون شخص إلى البحث عن ملاذ في البلدان المجاورة بحسب الأمم المتحدة.
وقدّر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن أوروبا تتوقع استقبال خمسة ملايين لاجئ إذا استمر قصف المدن.
ومنذ بداية الحرب، قتل ما لا يقل عن 406 مدنيين وجرح 801، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ومع ذلك، تؤكد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن تقييماتها قد تكون أقل بكثير من الواقع.
محاولات للحل
هناك محاولات دبلوماسية جديدة لوقف الحرب، من أبرزها اجتماع لوزراء الخارجية الروس سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا والتركي مولود تشاوش أوغلو الخميس في تركيا.
لكنّ آمال نجاحها ضئيلة، إذ لا يزال فلاديمير بوتين يضع شرطا مسبقا لأي حوار قبول كييف كل مطالب موسكو خصوصا نزع السلاح من أوكرانيا وفرض وضع محايد على هذا البلد.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنهم "مصممون على مواصلة زيادة الكلفة" التي تتكبدها روسيا، كما جاء في بيان صدر الاثنين عن البيت الأبيض بعد مؤتمر بالفيديو للزعماء الأربعة.
وقالت واشنطن إنه خلال الاجتماع الافتراضي، تم التطرق إلى حظر محتمل على الغاز والنفط الروسي، لكن جو بايدن "لم يتخذ قرارا حتى الآن" في هذا الشأن.